“ديفانشو فيرسما” ممارس ليوغا نبض التبت Tibetan pulsing، وهي علاج يدمج مع اليوغا قراءة العين من أجل الشفاء الروحي والعاطفي. تطرَّق “فيرسما”، من بين ما تطرَّق إليه، إلى موضوع مقابلة الزعيم الروحي الهندي “أوشو” والجدل الدائر حول وفاته.
يقول عنه “سترات”: “بدأ يتحدث عن كل تلك الأسرار، وبدأتُ أشعر بالتوتر. وفكرتُ (هل يجدر بنا أن نتحدث عن هذا الأمر؟). بدأ الخوف يتسلل إليّ، فقال (لا بأس، لا بأس، العالم بحاجة إلى هذه الأسرار). قلتُ لنفسي (يا للروعة؛ لديّ شيء نادر حقًا هنا). أعني لو ظهر هذا الرجل عبر التدوين الصوتي لمدوِّن شهير مثل “جو روغان”، فسيفجر هذا ضجةً كبيرةً حول العالم”.
أطلق “سترات” التدوين الصوتي الخاص به في مارس/أيار الماضي، ويختتم الموسم الأول “يوميات دبي Dubai Diaries”المتألف من 18 حلقة في يوليو/تموز الجاري. تناول العرض، خلال هذه الفترة، كل شيء ينبع من حقيقة كونك أمريكيًا خارج بلادك في ظل المناخ السياسي الحالي، إلى جانب ركوب الأمواج باستخدام الطائرة الورقية ولياقة الوجه، وصولًا إلى أنماط علاجية تشمل العلاج بالتنويم المغناطيسي وحتى العلاج استنادًا إلى البرج العائلي Family Constellation.
وبالطبع، شمل العرض مناقشة ما يعنيه أن تمر بتجربة تغيِّر حياتك بسبب الإقامة في الخارج.
يتابع “سترات”: “النمط المشترك الآخذ في الظهور ينطوي على أن الناس كانوا خائفين من الإقدام على تلك المغامرة لأسباب متنوعة؛ لكنهم حين فعلوها وجدوا أن الأمر كان يستحق”.
أهناك نمط مشترك آخر؟ إنه آلام الغربة المتضاعفة في النفوس خلال العام الأول من السفر.
بعد مرور 10 سنوات على “سترات” من العيش في الخارج، وإقامته في ست دول وسفره عبر خمسين دولة، أصبح المدوِّن البالغ من العمر 42 عامًا يعرف كل شيء عن تلك المشاعر.
فقد عاش في “نيويورك” طيلة 15 عامًا قبل أن يتوجه إلى الخارج لتدريس اللغة الإنجليزية، حيث نزل بكوريا وماليزيا والمغرب وتشيلي، قبل أن يحط رحاله في الإمارات. وقد خالفت البلاد توقعاته.
يشير: “ظننتُ أنها ستكون مكانًا تقليديًا للغاية فوجدتُها عصريةً تمامًا؛ لا سيما بالنظر إلى قدومي من الولايات المتحدة، حيث نحمل تلك النظرة المتمركزة حول الأنا والشعور بأننا في طليعة كل شيء. شعرتُ بانبهار؛ هنا تتحدث دبي عن سيارات الأجرة الطائرة بينما لا يزال مترو الأنفاق في “نيويورك” عالقًا في حقبة السبعينيات. إنه لأمر مثير بحق، وثمة فرص كثيرة وأماكن لا بد من زيارتها”.
كان “سترات” يبحث عن مشروع للعمل عليه، ووضع في اعتباره أولاً الاستدامة، باعتبارها أحد اهتماماته. لكن، بناءً على نصيحة من مقدم التدوين الصوتي الذي عُرِض لقترة طويلة ” The Tim Ferris Show”، قرر أن يشبع رغبةً ملحةً لديه ويتعمق في أمر أكثر ارتباطًا بشخصه.
يوضح: “ظهر هذا التدوين الصوتي إلى النور ها هنا كنِتاج ما فكرتُ فيه حقًا (يا إلهي، يمكنني تقديم ما هو أكثر). أظن أن هذا المكان ألهمني أن أقدم ما هو أكثر بالفعل، وأن أبدع أكثر مما كنتُ أثناء عملي كمعلم”.
في الوقت نفسه، اعتبر “سترات” أن هذا التدوين سيكون وسيلةً جبارة لنقل قوة تجاربه في الخارج إلى عائلته التي لا تملّ – مثل غيرها الكثير من العائلات – من ترديد شعار “عُد إلى الوطن”، بعد سنوات من محاولته توضيح الأمر لها.
يتابع موضحًا: “لا يدور التدوين الصوتي “مثقف في الخارج” حول مدى كوني مثقفًا؛ بل يبدو خط سيره كما لو أنني في بحث مستمر بينما تمنحني الحياة في الخارج يمنحني هذا النوع من النهج المستنير في الحياة”.
ويضيف “سترات” الذي اجتذبته في البداية الجوانب الأمتع في تجربة المغتربين، أن هذا النهج استغرق بعض الوقت لبلوغه، مفسرًا: “كان لسان حالي يقول (أنا لا أفعل سوى إضاعة وقتي وتدمير أثمن ما لديّ). كنتُ أجمع الخبرات لكنها تصير مملة بحق. كنتُ أدور في دوامة العمل في بلد ما، ثم أبدد أموالي في سفر بلا معنى، وأكررها مرةً واثنتين وثلاث”.
وعلى غير توقع، غيَّرت الإمارات العربية المتحدة كل ذلك.
يضيف “سترات”: “في هذه المرة قلتُ لنفسي (افعل شيئًا بما تملكه هنا. إنك تتقاضى أجرًا جيدًا، وهذا بلد لطيف، إنه آمن. ثمة فرصة؛ فلتستغلّ تلك التجربة وتشاركها)”.
بالفعل يخطط “سترات”، الذي ينهي تعاقده كمدرب بقسم الدراما في إمارة رأس الخيمة، لخطوته التالية، والتي ستكون على الأرجح في بلدة في أمريكا الجنوبية. ومع ما يحمله من مدد لا نهائي من الموضوعات، يخطط كذلك لتقديم مزيد من المواسم من “مثقف في الخارج”.
يقول: “ما زلتُ لا أعرف كيف سيكون الموسم الجديد، لكني أعلم أن تلك الموجة التي حركتُها كان لها أثر إيجابي”.
