Alzeimer's Disease

ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الزهايمر مع ارتفاع نسبة الشرائح العمرية لكبار السن في دولة الإمارات العربية المتحدة

هذا المرض الذي يصيب حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم؛ وهو رقمُ متوقعُ تضاعفه ثلاث مرات بحلول عام 2050. غير أن الوعي بهذا المرض، وفقًا للعديد من الخبراء في الإمارات العربية المتحدة، لا يزال منخفضًا في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة انخفاضًا ملحوظًا.

 

جاءت حملة “اليوم العالمي للزهايمر” بهدف زيادة الوعي بهذا المرض والوصم الذي يسبب الخرف، ومواجهته، فهو مرض لا يمّيز بين الناس، بل ويتجاهل الثروة والتعليم والوضع الاجتماعي. ونظرًا لأن الدعم الموجه للمصابين بهذا المرض متدنٍ للغاية، فقليل من الناس يعرفون بهذا المرض.

 

تقول د. كارولي زولتان فاداسدي، أخصائية أمراض الأعصاب في المستشفى الكندي التخصصي، لموقع livehealthy.ae.”من خلال خبرتي، فإن الوعي بمرض الزهايمر منخفض للغاية، لذا فلا يعرف الناس الكثير عن هذا المرض”. وأضافت “وهناك حاجة مُلحّة إلى اتخاذ خطوات أو تدابير محددة لمعالجة هذا الانخفاض في الوعي، لأن مرض الزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعًا لدى المرضى المسنين، ولاسيما أولئك الذين تتجاوز أعمارهم 60 إلى 65 عامًا”.

 

كما أكدت د. كارولي زولتان فاداسدي أن الخطوة الأولى في تثقيف المجتمع تبدأ بالأطباء، وذلك من خلال تحديد العلامات والأعراض، بإجراء بعض فحوصات الإصابة بالخرف والتي يمكن أن يجريها أي من الأطباء الممارسين للطب العام. ويعد مرض الزهايمر هو السبب الرئيس للخرف، والذي يشير إلى فقدان تدريجي في الوظائف المعرفية.

تقول د. كارولي “هناك تأخر في تشخيص هذا المرض في الشرق الأوسط، وهو نابع من سوء فهم مرض الزهايمر والخرف”. “فمعظم الناس يخطئون في ربط مرض الخرف بالشيخوخة ويعتقدون أن تراجع الحالة الصحية العقلية هو جزء طبيعي من الشيخوخة.

 

“صحيح أنه عندما يتقدم الإنسان في العمر تضعف ذاكرته تدريجياويتضاءل مستوى التفكير لديه، لكن الخرف لا ينشأ عن تقدم العمر مطلقًا”. وعلى النقيض، فإن مرض الزهايمر هو تنكّس عصبي، أي أن هناك فقدان تدريجي للخلايا العصبية في أجزاء معينة من الدماغ. ولا تتوقف الإصابة بهذا المرض عند المريض فقط، بل إن تداعياته تصل إلى أفراد الأسرة والأصدقاء.

 

تقول د. كارولي “أولئك الذين يعانون من الخرف يحتاجون إلى متابعة مستمرة وعلى مدار اليوم، حسب شدة المرض وفقدان القدرات الإدراكية”. “إنه عبء ثقيل على أفراد الأسرة، عاطفيًا وماليّا. بل وربما يعاني المريض من الاكتئاب أو القلق أو الهياج أو الاضطهاد جراء فقدان وظائفه الإدراكية وضعف الذاكرة والتوجه والإدراك. إذن، يجب أن يتحلى جميع أفراد الأسرة بالصبر والجلَد عند رعاية المريض”. مثل العديد من الحالات، وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة والوصم الذي يكتنف مرض الزهايمر.

وتابعت د. كارولي “حريُ بنا التأكيد على أن هذا المرض ناجم عن تنكّس الخلايا العصبية بفِعل بعض البروتينات غير الطبيعية، وليس تقدّم العمر إلا أحد عوامل المخاطر فقط”. “وهناك اعتقاد خاطئ آخر هو أن مرض الزهايمر أو الخرف “مرض وراثي”. فهناك من يخشى أنه إذا أصيب أحد الوالدين بأي من هذين المرضين، فسوف يرثه حتمًا. في حقيقة الأمر، هناك نسبة ضئيلة للغاية؛ أقل من واحد بالمائة، من الحالات الموروثة.

 

ويُطلق على معظم الحالات “مرض الزهايمر العشوائي”، نتيجة ارتفاع معدلات اللوم على تفاعل العوامل، والتي تشمل الجينات وأسلوب الحياة والبيئة. ووفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 50 مليون شخص حول العالم من مرض الزهايمر أو أي نوع آخر من الخرف، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للمصابين بالخرف إلى حوالي 82 مليون في عام 2030 و 152 مليون في عام 2050.

 

وفي ذات السياق، يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة حاليًا حوالي 329 مليون نسمة.

وفي المملكة المتحدة، أصبح الخرف الآن السبب الرئيس للوفاة، مما نقل أمراض القلب إلى المركز الثاني بين الأمراض الأكثر انتشارًا.

تقول د. هانيا سوبيراخسكا، أخصائية الطب الباطني في مستشفى بارين الدولي في الإمارات العربية المتحدة، إن مرض الزهايمر هو أكثر الأنواع شيوعًا لمرض الخرف. وأضافت “هذه عملية نهائية ومستعصية وتنكسية، حسبما وصفها الطبيب النفسي الويس الزهايمر لأول مرة عام 1906”. “حتى الآن، لا نفهم سبب وتفاقم مرض الزهايمر فهمًا تامًا”.

 

وأردفت “إن أقل من واحد بالمائة من الحالات تصيب الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وهو ما يفسر جزئيًا سبب كون هذا المرض نادرًا نسبيًا حتى الآن. “وتعد فئة الشباب هي الفئة الاكبر في التركيبة السكانية للمجتمع والإماراتيين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا لا يمثلون الا حوالي واحد بالمائة فقط من إجمالي السكان”. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 30 بالمائة بحلول عام 2050، مما يعني أن معدل انتشار مرض الزهايمر من المتوقع أن يزداد باطراد. ويعاني سكان البلاد من ارتفاع نسبة عوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، والتي تشمل السمنة نتيجة داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم وتراجع النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي غير الصحي.

 

وتؤكد د. هانيا سوبيراخسكا ” انه مع الأخذ بعين الاعتبار أن مرضى السكري يواجهون ضِعف احتمال الإصابة بمرض الزهايمر والخرف، فيمكننا أن نتخيل مدى أهمية زيادة الوعي. “بيد أنه – في الوقت الحالي- لا يزال عدد المجتمعات التي تدعّم المصابين بمرض الزهايمر غير كافٍ. “وحتى الآن، ليس هناك اختبار تشخيصي مخصص لتحديد مرض الزهايمر، بل إنه يعتمد على المعايير السريرية من الناحية العملية”.

 

وتقول د. هانيا سوبيراخسكا “إن علاج مريض الزهايمر أمر صعب للغاية”، إذ أنه عرضة للتصرف بطرق سيئة وغير متوقعة، فضلًا عن النسيان، والعزلة، والهياج، والشكوك، والعدوانية. ثم يعقب ذلك الدعم العاطفي والاجتماعي والتثقيفي الذي يكون أفراد الأسر ومقدمو الرعاية لهم بحاجة إليه. فكل مرحلة من مراحل مرض الزهايمر، سواء بداية من مرحلة ما قبل الخرف وصولا الى المرحلة المتأخرة، تأتي بمشاكل خاصة بها.

 

وأضافت “في ذات الوقت، ينتشر الاعتقاد الخاطئ والوصم بمرض الزهايمر في جميع أنحاء العالم”. “ويرجع ذلك جزئيّا إلى نقص الوعي العام وسوء فهم ديناميات المرض. أمّا الوصم فيرتبط بالخوف من فقدان الأسرة والأصدقاء، والعزلة”.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.