العلاج الطبيعي

تسع طرق لدعم العلاج الطبيعي وشفاء إعادة التأهيل بعد الإصابة

سواء كان الأمر يتعلق بالتعافي من إصابة بالغة، أو نتيجة اتخاذك إحدى الوضعيات الخاطئة أثناء ممارسة اليوجا، فهناك بعض الطرق البسيطة التي تتيح للمرء التعافي بمفرده، دون تفاقم الحالة. ولهذا، تحدثنا إلى خبراء العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل – هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها – لمعرفة ما هي تلك الطرق.

 

عندما بدأ “مايكل ويسيليسن” صاحب شركة “MoveU” في نشر مقاطع فيديو خاصة بتمارين الإطالة والتي تساعد في الوقاية من الإصابات والتعافي منها، لم يكن يتوقع أن تحقق تلك الفيديوهات رواجًا كبيرًا على شبكة الإنترنت. والآن، تعرض هذه الشركة، والتي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لها، بعض الإرشادات البسيطة والشيقة حول العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل لأكثر من مليون متابع لها عبر تطبيق الإنستجرام.

وقال “ويسيليسن خلال زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2008 لحضور قمة اللياقة البدنية برعاية شركة “MeFitPro”، “لقد حولنا تلك الإرشادات إلى برنامج للحركة”. “ولدينا مجتمع يطبق تلك الإرشادات، فضلاً عن الصداقة الحميمة، والتي يفوق تأثريها تأثير أي شيء آخر”.

وتصب شركة “MoveU” كامل اهتمامها على مواجهة الألم، ومنع الإصابات قبل حدوثها، والتعامل مع أسباب الإزعاج فور حدوثها. ويشكل هذا الإجراء نوع مبسط من التأهيل عبر الإنترنت، ويحقق نجاحًا مستمرًا.

شهد الطلب على مركز العلاج الطبيعي والتأهيل التابع للعيادة المتنوعة المتكاملة للإصابات الرياضية نموًا مشابهًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وافتتحت مجموعة شركات “MeFitPro” مؤخرًا عيادة ثانية في “أبراج بحيرات جميرا”

وتقول الدكتورة “تمارا غازي”، المدير الطبي وطبيبة المعالجة بتقويم العمود الفقري: “ازداد الطلب على الطب البديل، وأصبحنا مشغولين للغاية داخل مدينة دبي الطبية”.

وفي ظل زيادة الطلب على العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، والموارد المخصصة لذلك، كيف يمكنك تحسين أسلوب حياتك للاستمتاع بحياة خالية من الإصابات؟. وهنا يكشف الخبراء المحليون والعالميون عن أبرز الإرشادات في هذا الشأن.

 

The Physical Training Company
كيث أومالي فاريل / شركة التدريب البدني

الحركة باستمرار

يقول “كيث أومالي فاريل”، متخصص في اللياقة البدنية وإعادة التأهيل، والمقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة،: “إذا شعرت بألم، فلا داعي للذعر، فقط استرح، وتوقع أن تزول الإصابة من تلقاء نفسها”. ويمتلك “أومالي فاريل”، مؤسس شركة التأهيل البدني في دبي، خبرة سابقة في العمل كاختصاصي في العلاج طبيعي للاعبي كرة القدم في الملاعب بلندن، وإعادة تأهيل جنود الجيش البريطاني.

ويضيف “كيث: “يجب على المرء أن يحرك جسده، ويبذل مجهودًا بدنيًا لتحفيز عملية التعافي، ومن ثم، يستطيع المرء تجنب الإصابات مستقبلاً أيضًا”.

 

ممارسة العلاج الطبيعي الفعال

ومن نفس المُنطلق، فلا تتوقع أن يسترخي الجسم بمجرد الجلوس تحت جهاز مُحدد، وأن كل شيء سيتحسن. تقول الدكتورة غازي، الطبيبة بالعيادة المتنوعة والمتكاملة للإصابات الرياضية، إن التأهيل السلبي عملية مغرية – لكنها لا تحقق النتائج المرجوة.

 

وتقول أيضًا: “ينبغي أن يعتمد التأهيل على النشاط، وألا يعتمد على الآلة، فالهدف من التأهيل هو تحسين قوة العضلات، وإطلاق أنماط الخلايا العصبية الصحيحة، بالإضافة إلى استقرار المفاصل”.

 

وتضيف دكتورة غازي: “بعبارة أخرى، يحتاج المرء إلى بذل جهد للتعافي، ويجب فعل ذلك بالشكل الصحيح، بل قد يصبح المرء أفضل مما كان عليه قبل حدوث الإصابة”.

 

اجعل هدفك أكبر من مجرد “عدم الشعور بالألم”

لما كان من المغري التركيز على مجرد عدم التعرض للأذى، يوصي “فاريل” بالتفكير فيما مضى عندما كان يُخطط المرء للركض عشر “10” كيلوا مترات، أو التنزه في الجبال، أو العودة للتزلج مرة أخرى، أو ما إلى ذلك.

“ومن شأن التفكير فيما مضى أن يحفز الإنسان، ويجعله مسؤولاً، ويجعل تدريبه واضح الأهداف خلال فترة زمنية محددة”.

 

معرفة الألم

من الأهمية بمكان أن نُدرك الألم الذي نعاني منه ونُميزه.

يقول أومالي: “إذا تعرضنا لإصابة قديمة، يُصبح الدماغ حساسًا جدًا لأي شيء قد يتسبب في تكرار الإصابة، وقد تحفز العديد من الحركات حول منطقة الإصابة الشعور بالألم في محاولة حذرة لحماية تلك المنطقة”. بمعنى أنه، في بعض الأحيان يولد الجسم شعورًا بالألم ومن الضرورة فعليًا التعامل مع هذا الألم – ولكن لا بد من وجود متخصص.

ويقول “أومالي”: “مع البدء في برنامج تأهيل فعال، فإننا نعيد برمجة عقولنا على وضعية أنه يمكننا تحريك مفاصلنا بدون “ألم، كل ما علينا فعله هو توخي الحذر والحرص الشديدين”.

 

Bob & Brad physiotherapy
أخصائيو العلاج الطبيعي بوب شروب وبراد هاينك / فيديو للعلاج الطبيعي

الإنترنت مفيد، ولكن يجب استخدامه بحذر

 

قد ينطوي البحث عن معلومات خاصة بالإصابة على شبكة الإنترنت على بعض الخطورة، ومن شأنه أن يقود المرء إلى خندق مظلم من الرعب. ومن الأفضل أن يتحلى المرء بالذكاء عند اختيار المكان الذي يبحث فيه عبر الإنترنت للبحث عن معلومات خاصة بالإصابة. 

 

وتُعد قناة “Physical Therapy Video” على اليوتيوب قناة جيدة للمشاهدة. ويتابعها أكثر من مليون مشترك. وتستضيف هذه القناة الشعبية “المعالجين الفيزيائيين المشهورين” بوب شروب و براد هاينك. حيث يقدم هذان المعالجان نصائح جادة عن التمرينات والحركات التي تركز على كيفية البقاء بدون ألم، بالإضافة إلى الكثير من التجارب والخبرات. “شروب” هو مؤسس ومالك مركز “Therapy Network”، وهي وكالة لإعادة التأهيل تضم ثلاثين شخصًا، كما يشغل “شروب” منصب الرئيس السابق لجمعية خريجي مؤسسة “مايو كلينك” للعلاج الطبيعي.

 

يقول شروب: “عمري كبير بما فيه الكفاية لأتذكر ما تعلمته بنفسي أو من خلال الكتب، وأستطيع الآن الوصول إلى المعلومات من مواقع موثوق بها”. لقد سرَّع عالم الإنترنت من قدرتي على معرفة كل ما يخص العلاج الطبيعي”.

ويوصي “شروب” بزيارة بعض مواقع الإنترنت مثل: Google Scholar، وExpertscape، وPubMed، ومايو كلينك، ومعاهد الصحة الوطنية.

 

رغم أن “شروب” ينصح بالاطلاع على مواقع الإنترنت، إلا أنه يوصي ببعض الحذر قائلاً: “استشر طبيبك أو المعالج قبل تجربة أي تمرين أو علاج جديد”.

 

المداومة على العلاج الطبيعي

كما هو الحال مع بعض الأدوية، فمن الأهمية بمكان الاستمرار في برنامج إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي حتى اكتماله.

وتقول الدكتورة “غازي”: “ يتوقف العديد من المرضى عن ممارسة المرحلة الأخيرة من التأهيل والعلاج الطبيعي بمجرد أن يشعروا بالتحسن”.

وقد يؤدي هذا الأمر إلى تكرار الإصابات، أو على الأقل عدم التعافي منها على النحو الصحيح.

 

السيطرة على التوتر

يُعاني العقل من نفس الإجهاد الذي يصيب الجسم، ويصب هذا الضغط في نفس المسارات العصبية قبل معالجته في المخ. مما يعني أن الإجهاد من أمور الحياة قد يحول دون قدرة المرء على التعافي.

ويقول أومالي فاريل: “إننا نعمل تحت وطأة الكثير من الضغوط النفسية، متمثلة في: الأمور المالية، والعلاقات مع الغير، والوظائف”. ونتيجة لذلك، تزداد حساسيتنا للإجهاد البدني، كالألم. وقد يكون ذلك عاملاً رئيسيًا في أن يعلق المرء في دوامة من الألم المزمن”.

بمعنى أنه عندما تزداد الضغوط النفسية على الإنسان، يزاد معه الشعور بالألم، وهو ما يزيد من الضغط النفسي وما إلى ذلك.

ويقول “أومالي”: “أضف إلى ذلك، احتمالية انخفاض عدد التمارين الرياضية، مما يساعد على استمرار دورة الضغوط النفسية”.

حاول ممارسة التأمل أو اليوغا للسيطرة على الإجهاد. وهناك تطبيقات عبر الإنترنت ستأخذك إلى جلسة مدتها دقيقتين من شأنها أن تريح أعصابك”

 

المداومة على تمارين الإطالة

يبدو الأمر بسيطًا، ولكن الإطالة هي الشيء الوحيد الذي نميل إلى تجاوزه – سواء كان ذلك في الوقت الذي نعيش فيه بدون إصابة، أو خلال مرورنا بفترة التعافي.

يقول “أومالي فاريل”: “لا تقلل من أهمية فوائد جلسات الإطالة واليوغا، فمن خلال تحريك الجسم بلطف وانتظام في أوضاع جديدة ومبتكرة، سيحسن العقل عمليات التواصل بين النظام العصبي والجسد”.

مما يؤدي إلى انخفاض تيبس المفاصل. أضف إلى ذلك، التدريب على التحكم في التنفس أثناء ممارسة اليوغا، والذي يعمل على تحسين الجهاز العصبي الأساسي بشكل كبير، مما يقلل من الألم وتيبس المفاصل.

 

تغيير العادات

قد يؤدي القيام بالشيء نفسه كل يوم إلى حدوث ضغط متكرر على نفس المفاصل الدقيقة.

لذا، توصي الدكتورة غازي: “ينبغي أن يغير المرء حركته بانتظام، وإذا أراد المرء الركض، فليجرب رياضة اليوجا. وإذا كان يستمتع بتمرين “البيلاتس”، فليجرب تمارين القوة”.

“وهناك الكثير من التمارين المتاحة والتي تحافظ على تنشيط العضلات المختلفة، وتقلل تمامًا من احتمالية وقوع الإصابات”.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.