breast cancer

33% من حالات سرطان الثدي يمكن تفادي الإصابة بها

وإذا تم تشخيصي بسرطان الثدي، فإنني أتمنى أن يباشر -الدكتور ستيفن جروبمير – رئيس وحدة الأورام ، أستاذ الجراحة ومدير جراحة سرطان الثدي في كليفلاند كلينك أبو ظبي – حالتي.

هناك عدد قليل من العائلات التي لم يدق بابها سرطان الثدي في هذه المرحلة. لقد دعمنا جميعًا أفراد الأسرة والأصدقاء من خلال المخاوف والتشخيص والعلاج. لقد فقدنا بعض الناس بسبب سرطان الثدي.

والحقيقة أننا جميعًا نشعر بالخوف منه، وما لم يكن لعائلتِك تاريخًا مرضيا كبيرا فيما يخص الإصابة بسرطان الثدي، فانك لن تكوني عرضه للمرض قبل الوصول للثلاثين ولابد ان تحتاطي جيدا فور وصولك لسن الأربعين من العمر، ويحتل سرطان الثدي المركز الأول بين الأنواع الأخرى التي تصيب النساء، وهناك واحدة من كل 8 نساء منا ستصاب بالمرض، وتلك اللحظة تعُد من أسوأ اللحظات.

وفقًا لوزارة الصحة في أبو ظبي ، يمثل سرطان الثدي 20 في المائة من جميع أنواع السرطان المنتشرة في الإمارات العربية المتحدة و 50 في المائة من جميع السرطان لدى النساء.

وما يهمنا اليوم هو البدء في مجابهة المخاطر وجهًا لوجه، وأن نحدد ما نستطيع فعله لتقليل تلك الأخطار، ثم بعد ذلك نقوم بالتنفيذ، والأمر يتعلّق بتحمُل المسؤولية تجاه صحة صدرنا بكل مظاهرها. وبعد ذلك إذا ما تحققت مخاوفنا واكتشفنا الإصابة بالمرض سنكون قد وفرنا لأنفسنا كل فرصة ممكنة للوصول إلى أفضل نتيجة. وهذا هو ما يمكن أن نفعله:

 

تحمُل المسؤولية تجاه أسلوب الحياة

الأخبار السارة للغاية التي ظهرت مؤخرًا أن 33% من حالات الإصابة بسرطان الثدي يمكن الوقاية منها.

وهذا يعني أنه بينما لا نستطيع حماية أنفسنا بشكل كامل من الإصابة بسرطان الثدي، على الأقل نستطيع منع ثلث المخاطر عبر معالجة بعض أمورنا بشكل صحيح.

ويشرح د. ستيفن جروبماير ذلك بقوله :”الأمر يتعلّق بالتخفيف من المخاطر، والمرء إذا ما التزم بتلك الأشياء فإنه سيعمل على تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي فضلًا عن حماية الشخص لنفسه فيما يخص العديد من المسائل الأخرى”.

في السكتات الدماغية الواسعة ، يغطي نمط الحياة النظام الغذائي ، وممارسة الرياضة ، والحفاظ على وزن صحي وتقليل استهلاك الكحول.

بالنسبة للطعام، فإن د. جروبماير يتفق إلى حد كبير مع ما يقوله العلم حتى الآن، اجعل الأمر بسيطًا، وهذا يعني التقليل من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة (هذا ثابت حتى الآن، حتى مع وجود دراسات تقر بالعكس) والسكريات والدهون الغير صحية والالتزام بنظام غذائي متوازن لا يخلو من زيت الزيتون.

وأظهرت الدراسات أيضًا أن الإكثار من تناول الخضروات الصليبية (مثل القرنبيط والبروكلي) والأطعمة التي تحتوي على الليكوبين والبيتا كاروتين والكاروتينات (الخضروات البرتقالية والحمراء) تؤدي إلى تقليل فرص الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير.

ويقول د. جروبماير :”ممارسة النشاط البدني يقلل من الأنسولين والأستروجين ويعمل على تحسين وظائف الجهاز المناعي ويمنع الالتهابات ويُحسّن من طبيعة الحياة، وكل تلك الأمور تساعد على الوقاية من السرطان”.

وتناول المشروبات الكحولية يعزز مستويات الأندروجين والأستروجين، ويزيد من قابلية أنسجة الصدر للإصابة بالسرطان كما يساعد على انتشار الخلايا السرطانية.

وينصح د. جروبماير ب:”التعامل مع كل الأمور باعتدال”.

وقد أظهرت دراسة شملت 1000 سيدة أن 116 سيدة ممن شملتهم الدراسة ولم يتناولن المشروبات الكحولية مُطلقًا أنهن مصابات بسرطان الثدي، لكن العدد زاد ليصل إلى 186 بالنسبة للسيدات اللاتي يتناولن 6 كؤوس من المشروبات الكحولية يوميًا.

وينصح د. جروبماير أيضًا بأهمية أوميجا 3، حيث أنها تقلل فرص الإصابة بين من يتناولونها بنسبة 14%.

ويقول د. جروبماير :”نحن نتلقّى المزيد والمزيد من المعلومات حول الدايت ونمط الحياة والبيئة وكيف أن تلك العوامل تؤثر على الجينات، لذا يجب النظر إلى الصورة من منظور أشمل وليس من ناحية الجينات فقط، وهذا هو الجزء الهام من تلك الصورة”.

 

الوعي بالثدي

يجب على النساء أن يكن على وعي بصدرهن وحالته، حتى يتمكنوا من المعرفة عند حدوث أي تغيير والحصول على المساعدة في الوقت المناسب.

إن الفحص الذاتي المنتظم للثدي بأكمله ، حتى الترقوة ، وصولاً إلى القفص الصدري وإلى الإبط هو جزء من هذا العمل. حاولي أن تنظري بعناية إلى صدرك في المرآة لوقت طويل وأن يتم ذلك بصورة منتظمة، وحال ظهور أي احمرار ونقط بالجلد وإفرازات وأورام أو أية تغيرات أخرى تطال الجلد، يجب حينها استشارة الطبيب فورًا.

ويضيف د. جروبماير قائلًا :”كلما أدركنا المشكلة في وقت مبكر كلما كان ذلك أفضل، حين ندرك المشكلة مبكرًا يكون أمامنا الكثير لنفعله”.

 

تصوير الثدي الشعاعي (ماموجرام)

وعلى الرغم من أن الدراسات والتقارير حول متى وكيف يتم إجراء تصوير الثدي الشعاعي (ماموجرام) تختلف من إقليم إلى آخر وتتغيّر بمرور الوقت، فإن د. جروبماير يعتقد أن النساء يجب أن يخضعن لأشعة الماموجرام مرة كل عام – أو على الأقل مرة كل عامين – إذا ما بلغن الأربعين من العمر، وبالقطع يجب عليهن الالتزام بعمل تلك الأشعة بعد بلوغ الخمسين.

وسيحصل مركز كليفلاند كلينيك أبو ظبي على جهازًا لتصوير الثدي الشعاعي (ماموجرام) ثلاثي الأبعاد، الذي يستطيع التحرك وتقديم “صورة كاملة” للثدي، ويشرح د. جروبماير ذلك الأمر بقوله :”هذا التصوير سيسمح لأطباء الاشعة بإلقاء نظرة أفضل على الثدي، كما يمكنه التقليل من التخوفات السابقة لما كان يحدث مع أشعة الماموجرام التقليدية.

 

هذا لا يعني أن تصوير الثدي بأشعة الماموجرام والموجات فوق الصوتية، أقل شأنا.

ويفسر د. جروبماير ذلك بقوله :”إذا ما شعرت السيدة بشيء ما يمكن عمل أشعة بالموجات فوق الصوتية فهي طريقة سهلة ورخيصة الثمن للكشف عن الكتل الصلبة أو التكيُسات”.

 

الوعي بتاريخ عائلتك

يقول د. جروبماير :”إذا أمكن تحدّثي مع أفراد العائلة حول من يكون قد أصيب بسرطان الثدي أو المبيض أو أي نوع آخر من السرطان، وذلك لأنه حين تذهبين إلى الطبيب سيفحصون هذا التاريخ، ونحن نقوم بمعالجة تلك البيانات واستخدامها ومن ثم اتخاذ القرار حول إجراء اختبار للجينات”.

ويشرح د. جروبماير ذلك الأمر بقوله :”ولأن الجينات تأتي في صورة زوجية، حين يتم تدمير عنصر منها منذ البداية وبصوة وراثية سيكون الشخص عُرضة للإصابة، إذا ما تعرّض الجين الآخر للآثار السلبية جراء السموم البيئية”.

وحينما يتعلّق الأمر بأفراد العائلة فإن عُمر الشخص وقت اكتشاف الإصابة هو أمر مهم للغاية، فالأطباء يبحثون عن حالات الإصابة تحت عُمر الخمسين، والإصابة بالسرطان في الثديين وكذا إصابة الرجال بسرطان الثدي تعُد من العوامل الهامة في تاريخ العائلة.

وبناء على التاريخ يمكن للأطباء اقتراح إجراء اختبار لتحول جين  بي آر سي أيه أو بعض الجينات الأخرى الغير طبيعية.

ويضيف د. جروبماير :”حينما نعلم أن مريض ما حدث له تحول في جين بي آر سي أيه قبل الإصابة بالسرطان، حينئذ هناك تدخلات من الممكن أن نقوم بها لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان”.

وتلك التدخلات من الممكن أن تشتمل على استئصال الثدي بشكل جذري، لكن هناك خيارات أخرى منها تعزيز المراقبة والعلاج بالعقاقير.

ويحذر د. جروبماير من أنه :”حتى بالرغم من الحصول على كل تلك البيانات فإن الشخص من الممكن أن يصاب بسرطان الثدي حتى لو كان تاريخ العائلة يشير لعكس ذلك، كما يمكن له أن ينجو من الإصابة بينما تاريخ عائلته يشير للعكس”.

 

التعرُف على كثافة الثدي

يشرح ذلك د. جروبماير بقوله :”في السنوات القليلة الماضية ظهرت مسألة كثافة الثدي كوسيلة أخرى هامة لتقييم عامل الخطر، والنساء اللاتي يوصفن بأن لديهن “كثافة عالية للثدي” هن عُرضة أربع أضعاف ونصف للإصابة بسرطان الثدي، ولأسباب بيولوجية فإن المجتمع الطبي حتى الآن لم يتفهّم تلك الجزئية بشكل تام. وهناك عامل آخر وهو أن كثافة الثدي من الممكن أن تجعل من الصعب على أطباء الأشعة اكتشاف الأورام في مرحلة مبكرة”.

ويضيف د. جروبماير :”كثافة الثدي من الممكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالمرض كما أنها تعيق اكتشاف المرض”.

وأكّد على أن الرسالة الرئيسية هي أنه “يجب عليك أن تعلم وأن تتناقش مع طبيبك”.

 

الرعاية الملائمة

وتقول د. جين يواي-كرو :”إن العثور على مركز طبي يعمل لأجلك والاستمرار معه لا يعُد أمرًا مناسبًا فقط، وإنما يساعد على سد الفجوة بين الاختبارات التي تمت والرعاية المنتظرة، ونصيحتي تلك مبنية على تجربة شخصية، وحينما تقومين بزيارة أطباء مختلفين فإن المرأة العادية لن يكون لها أدنى فكرة عما حدث، ويكون الأمر أفضل لو أن الطبيب لديه في الجوار إمكانية عمل أشعة ماموجرام والموجات فوق الصوتية”.

وتضيف د. جين يواي-كرو :”المتابعة مع مكان محدد هو أمر رائع للغاية، حيث يكون هناك سجل موحد للمريض “.

د. ستيفن جروبماير و”د. جين يواي-كرو” من مركز كليفلاند كلينيك تحدثا ضمن سلسلة الإفطار الصحي التابعة لاستوديو بودي تري، يمكنك اكتشاف المزيد من القصص.

 

. نُشر هذا المقال في الأصل في 23 أكتوبر / تشرين الأول 2019.

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.