من أبرز التحديات التي تواجه الوالدين هو ضمان توفير غذاء صحي لأطفالهم على مدار الساعة، وبشكل خاص عندما يكونوا في المدرسة، وبعيدا عن أنظارهم.
وقد أصدرت وزارة الصحة كتاب وصفات طعام خاص للآباء هذا العام، يضم عشرين وصفة محلية ودولية، تم اختيارها بعناية، ومصممة لتقديم وجبة غداء مغذية وصحية وأكثر توازن.
وأوضحت نوف خميس العلي، نائبة مدير إدارة التوعية الصحية بالوزارة: ” إن حافظة الغداء المدرسية هي جزء أساسي من النظام الغذائي للطفل وقد تشكل تهديدًا للأطفال المصابين بالسمنة، بسبب الاختيارات الخاطئة لنوعية الوجبات التي يقدمها أولياء الأمور”.
وتم تعديل جميع الوصفات لتقليل السعرات الحرارية ولتناسب كافة الأذواق، ولتحتوي على مكونات يسهل العثور عليها.
كما قالت: “لقد حسبنا السعرات الحرارية من خلال التحكم في محتوى الدهون والسكر والملح والزيت، حتى يتغذى الأطفال غذاء صحي. كما تلقينا ملاحظات من الآباء العاملين بوجود مشاكل في تحديد ما يجهزوه لأطفالهم من غذاء، لأنهم يريدون وجبات خفيفة صحية، ولذيذة في نفس الوقت.”
ومنذ نهاية أغسطس، قامت الوزارة بتوزيع 200 حافظة طعام مدرسية صحية من خلال مسابقة عبر الإنترنت لرفع الوعي بموضوع سمنة الأطفال، وتحتوي كل حافظة طعام على وصفة صحية وأدوات قياس للمساعدة في إرشاد الوالدين، بالإضافة إلى بيتزا محشية بالخضروات تم إعدادها من صلصة خاصة، ونصف كوب من فاكهة الباشن، مع بعض شرائح الكمثرى وتشكيلة من التوت، إلى جانب كوب من الزبادي قليل الدسم، و20 جرامًا من المكسرات والماء. وتحتوي العلبة على 545 سعرة حرارية و4.3 جرام دهون مشبعة و19.3 جرام دهون و580 مليجرام صوديوم.
ويهدف البرنامج إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول الحاجة إلى توفير غذاء صحي للطلاب، وبناء قدرات المجتمع لتبني أنماط حياة صحية، وخلق بيئة داعمة للصحة، وإشراك الهيئات والمؤسسات المجتمعية في برامج تعزز من الأنماط الصحية.
وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد للصحة العامة، إن الوزارة تركز على تربية أجيال مفعمة بالصحة والنشاط من خلال تزويدهم بالسلامة العقلية والبدنية، وكذلك تحسين مستويات الرعاية الصحية وفقًا لأفضل الممارسات الدولية.
وقال الدكتور الرند إن مكافحة سمنة الأطفال هو جزء من خطة وطنية، والسمنة هي أحد العوامل الرئيسية للأمراض غير المعدية، والتي أصبحت واحدة من أبرز التحديات الصحية العالمية، ويعيق انتشار السمنة جهود التنمية، ويقلل من جودة الحياة، كما يمثل عبئًا متزايدًا على أنظمة الرعاية الصحية.
وأجرت الوزارة دراسة لما يقرب من 28000 من أولياء الأمور في عام 2020، لتقييم خمس مجالات، وتشمل كيفية تأثير الوباء على النشاط البدني والسلوك الغذائي، ووجدت الدراسة أن التلاميذ كانوا أقل نشاطاً بدنياً بنسبة 46 في المئة عما كانوا عليه قبل الوباء، وفي نفس الوقت زاد استخدامهم للأجهزة الإلكترونية لغرض التعليم والترفيه.
وتناولت الدراسة خمس مجالات وهي: تأثير الوباء على النشاط الجسدي، وتأثير البيئة التي خلقها كوفيد-19 على السلوك الغذائي للطلاب، وتأثير التعلم عن بعد والحجر المنزلي على أنماط نوم الطلاب، والوقت الذي يقضيه الطلاب أمام الشاشات للتعليم والترفيه، وتأثير الوباء على الطلاب من أصحاب الهمم “.
وأظهر المسح أن ببقلة النشاط البدني واستخدام الأجهزة الإلكترونية وزيادة طلب الطعام من المطاعم ساهم في ارتفاع مستويات السمنة، وكانت قلة النوم من ضمن تلك المشاكل، في حين تم الإبلاغ عن تأثير سلبي على الصحة العقلية لنصف التلاميذ.
وقال أكثر من نصف الآباء الذين شملهم الاستطلاع (51.9 في المئة) إنهم خفضوا طلباتهم من توصيلات الطعام، بينما قال ما نسبته 19.7 في المئة إنهم زادوا من طلبات توصيل الطعام عبر الإنترنت.
