cutting back on sugar

نصيحة الخبراء من أجل الإقلاع عن السكر

يا له من مذاق رائع أليس كذلك: في الأول من ديسمبر قامت حكومة الإمارات العربية المتحدة بتطبيق أول ضريبة من نوعها في تاريخ البلاد على المشروبات السكرية. وفي الأول من يناير، سيقوم العديد من الناس مرة أخرى بتغيير عادات تناول الطعام إلى الأفضل، وهذا ما دفع مجلة livehealthy.ae لإلقاء نظرة فاحصة على الأدلة العلمية والأقاويل، التي تحدثنا عن أن السكر الذي نحب تناوله له تأثير ضار على صحتنا.

ومن المحتمل أن تتحول مسألة السكر إلى إدمان مثل التبغ، وأن تكون صعبة بالنسبة للأيض مثل الدهون مما يجعل تناول السكر مُضِرًا لصحة الإنسان—والآن فإن الغالبية العظمى منا تلتهم السكر باستمرار وتستهلك كميات مهولة منه.

لكن ومثله مثل أي حالة إدمان أو تغيير تطرأ على نمط الحياة، فإن الإقلاع عن تناول السكر يعد مسألة في غاية الصعوبة، والشخص الذي يُقدِم على هذا القرار سيشعر بشكل سريع بالصداع والرغبة الجامحة في تناول السكر فضلًا عن تقلُب المزاج. وهنا يبرز السؤال: هل من المفترض أن يقلع الإنسان عن تناول السكر فجأة أم يفعل ذلك بالتدريج، كي يستطيع التغلُب على الرغبة الشديدة والأعراض الانسحابية التي تصيب الجسم؟.

رولا فخري الطلافة أخصائية التغذية السريرية في مستشفى بارين الدولي بمدينة محمد بن زايد تدعو لانتهاج أسلوب بطيء ومعتدل.

وتقول الطلافة :”يُنصح بتقليل كميات السكر المستهلكة تدريجيًا وليس الإقلاع عنه فجأة، لذا فإن رغبتك في تناول السكر سوف تتعدّل بمرور الوقت. واسلوب الامتناع عن تناول جميع مشتقات السكر يأتي بنتيجة بالنسبة لبعض الناس، بينما يلجأ البعض الآخر للأطعمة الغنية بالبروتين وربما تؤدي تلك المسألة إلى كبح جماح الحنين للسكر خلال أيام، وبمرور الوقت يستطيع هؤلاء تكييف مذاق السكر لديهم، ليكونوا راضين بشكل كبير وهُم يتناولون كميات قليلة من السكر”.

وتضيف :”على الرغم من سهولة اكتشاف مذاق السكر في الحلوى والمشروبات الغازية والآيس كريم، إلا أن السكر يختبئ في الكثير من الأطعمة المُعالجة التي ربما لا نتوقعها، بما فيها الخبز والزبادي والعصائر والحبوب”.

وتنصح جمعية القلب الأمريكية أن تكون جرعة السكر اليومية 6 معالق للنساء و9 معالق للرجال، لكن بالنسبة لهؤلاء الذين يستهلكون ما قيمته من السكر أكثر من النسبة الموصى بها كثيرًا، فهناك إجراءات بسيطة يمكن تطبيقها ببطيء والحصول على نتائج جيدة.

وتشير الطلافة إلى أنه :”يجب عليك من الآن فصاعدًا أن تستمتع بالقليل من الحلوى بين الحين والآخر، كي لا تشعر أنك مقيّد بشكل كامل، إن شعورك بالحرمان يزيد من اشتياقك لتناول السكر، لذا عليك القضاء على تلك المشكلة منذ البداية”.

وتقول الطلافة :”حينما تشعر بالحنين لتناول السكر، يمكن لك اللجوء لتناول الفواكه بدلًا من الفطائر المُحلّاة، وذلك لأن الفواكه تعُد أيضًا مصدرًا جيدًا للألياف النباتية والعناصر الغذائية”.

ويمكن لك أن تستبدل ببطيء الأطعمة السكرية المُعالجة بخيارات أخرى صحية، مثل الجوز والمكسرات لأنها مليئة بالألياف وبطيئة في هضم الكربوهيدرات وامتصاص السكر.

وتنصح الطلافة أيضًا بتناول وجبات بسيطة بشكل مستمر من أجل إشباع الحنين إلى السكر.

وتقول الطلافة :”الانتظار لوقت طويل بين الوجبات يدفعك لتفضيل الأطعمة السكرية على الخيارات الأخرى الصحية، والأهم هو أن تناولك للطعام كل 3 أو 5 ساعات يبقي على معدلات السكر في الدم لديك داخل المستويات العادية”.

وهناك نصائح أخرى تشمل أن تبقي محافظا على رطوبة جسمك وتتناول الكثير من المياه، وكما هي العادة فإن الشعور المفاجئ بالجوع يعُد إشارة على الإحساس بالعطش، ويمكن تناول الماء مصحوبًا بالفواكه أو الأعشاب، مما يعطي نكهة دون اللجوء للسعرات الحرارية أو السكر.

وتضيف الطلافة :”كي تساعد نفسك على نسيان تناول الحلوى، قم بالمشي أو الركض لمسافة عدة أميال في نطاق الحي الذي تسكن فيه، إن هرمون الإندورفين (السعادة) الذي يفرزه جسمك أثناء وبعد ممارسة الرياضة سيجعلك قادرًا على كبح جماح الشهوة لتناول السكر”.

وتقول د. شوبها شيتي أخصائية الطب الباطني بمستشفى ميديور أبو ظبي: “بينما توصم الدهون بالسمعة السيئة حين يتعلق الأمر بالريجيم، فإن السكر يمثل الدور الشرير في تلك القصة”.

“هناك دهون جيدة وأخرى سيئة، ويجب على الناس ضرورة إدراك أهمية دمج الدهون الجيدة في نظامنا الغذائي، وأن نتجنب الدهون السيئة وإضافات السكر والكربوهيدرات”.

وتنصح د. شيتي أيضًا بتقليل تناول السكر بصورة تدريجية، مع التحذير من أن كل جسم وعقل يختلف عن الآخر.

وتضيف د. شوبها شيتي: “لا يمكن معالجة جميع المرضى بنفس الطريقة، ويجب تكييف النظام الغذائي حسب كل شخص اعتمادًا على حاجاته واهتماماته ومتطلباته من السعرات الحرارية، ومن ثم فإن مسألة توجيه أمر للمريض بالإقلاع عن جميع السكريات سيؤدي إلى عودته لتناول السكر مجددًا، وذلك نتيجة حالة الإحباط التي يشعر/تشعر بها.

“ونحن نريد تدريب عقولنا على أن الإقلاع عن تناول السكر هو أحد التغييرات الجيدة التي تطرأ على الحياة الصحية، وأنه في النهاية يمكن القبول بتلك العملية”.

وتنصح د. شيتي بالاختيار بين الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البقوليات والنباتات ومصادر البروتين الحيواني وبياض البيض، وبين الدهون الجيدة مثل الجبن والزبد والزبد المصفى والجوز والأحماض الدهنية التي تحتوي على أوميجا 3، والأفوكادو وصفار البيض والفواكه، ويجب تفضيل تلك الأطعمة على تلك التي تحتوي على مشتقات الكربوهيدرات مثل السكر والبسكويت والكيك والمشروبات التي تشتمل على الكثير من السكر.

“وربما يتطلب ذلك من المريض اتباع نظام غذائي صارم، لكن تلك المسألة ستؤدي لاحقًا إلى تأجيل الإصابة بالعديد من الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، كما أن اتباع تلك المنظومة يقي من البدانة.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.