إنه جزء من أجسادنا يصعب علينا حتى نطق اسمه. قد نشير بشكل غامض إلى “مسالك تصريف المياه” الخاصة بنا أو حتى بشكل أكثر غموضًا إلى “أسفل”. لكن الحديث عن مشاكل المثانة أو المهبل هو دخول عالم جديد من الإحراج.
بصفتها طبيبة مسالك بولية ، تتعامل الدكتورة سيما شيث مع تلك المشاكل “المحرجة” كل يوم كجزء من فريق مكون من النساء بالكامل متخصص في برنامج المسالك البولية الأنثوي الجديد في كليفلاند كلينك أبوظبي. يقدمون رعاية مخصصة للنساء اللواتي يعانين من مشاكل في المسالك البولية ، بما في ذلك اضطرابات قاع الحوض وسلس البول وتدلي أعضاء الحوض. تخرجت الدكتورة شيث من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة ، وهي خبيرة في أمراض المسالك البولية للإناث ، وهي نادرة في مجالها كامرأة.
تحدث الدكتور شيث إلى Livehealthy عن مشاكل المسالك البولية التي يمكن أن تصيب النساء.
لماذا تتردد النساء في التحدث إلى الطبيب حول مشاكل المسالك البولية؟
يؤثر سلس البول على واحدة من كل خمس نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و 44 عامًا وحوالي 50 بالمائة من جميع النساء فوق سن الـ 65، لكن النساء لا يرغبن في التحدث عنه أو يميلون للشعور بأن ذلك طبيعيًا. يعتقدون أنه من الطبيعي حدوث بعض التسرب بعد إنجاب عدد قليل من الأطفال أو يعتبرون أنه مجرد جزء طبيعي من الشيخوخة. لكن لمجرد أنه شائع لا يعني أنه طبيعي ولا يعني أنه يتعين عليهن التعايش معه.
إذا كانت النساء لا يرغبن في التحدث عن سلس البول أو سقوط بعض الأشياء من المهبل بشكل عام ، فمن المؤكد أنهن لا يرغبن في التحدث عن هذه المشكلات مع طبيب ذكر. المشكلة هي أنه لا يوجد سوى عدد قليل من أخصائيي المسالك البولية في الإمارات العربية المتحدة ، ولكن في كليفلاند كلينك أبوظبي لدينا فريق نسائي بالكامل للتعامل مع هذه المشاكل وعلاجها.
معظم المرضى الذين أراهم هم من الذكور في الواقع ، لكن مشاكل المسالك البولية تنقسم بالتساوي الجنسين. تحدث نصف حصوات الكلى عند النساء. يعتبر التسرب أكثر شيوعًا عند النساء.
لماذا يحدث التسرب؟
يعد نمط الحياة والسمنة والإمساك والحمل والولادة الطبيعية والشيخوخة هي بعض العوامل الشائعة التي يمكن أن تسبب سلس البول لدى النساء ولكن أولاً ، علينا تحديد نوع سلس البول الذي تعاني منه حيث يوجد أكثر من نوع.
يتسرب سلس البول عند السعال أو العطس أو عند ممارسة الرياضة. سلس البول الإلحاحي هو عندما تحتاج حقًا إلى الذهاب إلى الحمام على الفور. هذان النوعان هما الأكثر شيوعًا. ثم هناك سلس البول الزائد ، حيث تملأ المثانة بشكل مفرط ، وهناك سلس وظيفي حيث قد يكون المريض قد أصيب بسكتة دماغية أو يكون على كرسي متحرك ولا يمكنه جسديًا الوصول إلى الحمام. بشكل عام فإن سلس البول أكثر شيوعًا عند النساء.
ماذا عن التدلي؟ وما أسباب ذلك وكيف يمكن علاجه؟
التدلي هو عندما تسقط بعض الأشياء من المهبل ولا ينبغي حدوث ذلك. أحيانًا نرى تدليًا بدون سلس البول ، لكن غالبًا ما نرى كلاهما معًا لأنهما ينبعان من نفس المشكلة. حيث أنه عندما ترتخي طبقات العضلات فلا توجد آلية دعم لتثبيت كل شيء.
عادة ما يأتي المرضى إليّ عندما يمرضون من الموقف وأول شيء أخبرهم به هو أنه شائع جدًا ، فهم ليسوا بمفردهم ، والأهم من ذلك ، يمكنني علاجهم. إنها ليست قضية خاسرة ويمكننا تقديم العديد من خيارات العلاج ويمكنك للمريض الاختيار. في معظم الأوقات يمكننا أن نصل لحلول ترضي الجميع.
إذا تعرضت المرأة للتسرب فقط أثناء التمرين ، فيمكنها وضع سدادة قطنية. أما بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من تسرب أثناء النهار فقط، فهناك أجهزة سيليكون تسمى الفرازات والتي يمكن أن تضعها خلال النهار عندما تحتاج ذلك.
هناك جراحة طفيفة تستخدم الحشوات لتجميع مجرى البول وتضييق الفتحة ، وجراحة المعلاق ، والتي تتضمن إنشاء “حبال” من الشبكة أو الأنسجة الخاصة بك. يمر تحت مجرى البول (الأنبوب الذي يمر من خلاله البول) ويشبه الأرجوحة التي ترفع وتدعم مجرى البول وعنق المثانة للمساعدة في منع التسربات. إنه في الواقع المعيار الذهبي لسلس الإجهاد.
بالنسبة لسلس البول الإلحاحي ، ستساعد بعض التغييرات في نمط الحياة ، مثل تقليل تناول القهوة أو فقدان الوزن والعلاج الطبيعي والأدوية. وإذا لم تساهم تلك العوامل بحل المشكلة، فيمكن حقن مادة البوتوكس في المثانة كل ستة أشهر.
كما هناك أجهزة لتحفيز الأعصاب أيضًا.
ماذا عن العلاج الطبيعي لقاع الحوض؟
أنا أحب هذا الخيار حيث لا يترك أثار سلبية. فتمارين التنفس العميق قد تمنحك 10 ثوانٍ إضافية تحتاجها لفك سروالك.
كما تشير الدراسات إلى أن مجرد القيام بتمارين كيجل فقط [شد عضلات قاع الحوض والبقاء لمدة خمس إلى 10 ثوانٍ] لا ينجح ، لكنها تعمل بشكل رائع جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبيعي.
استخدام الأوزان المهبلية فعال حقًا. تأتي بأوزان مختلفة ، مثل الدمبل ، ويمكنك طلبها من أمازون. تضعين واحدة داخل المهبل وتحبسيها أثناء الاستحمام. إذا سقط ، اشطفيه وحاولي مرة أخرى. عندما يمكنك الاحتفاظ بها طوال الاستحمام ، انتقلي إلى الوزن التالي.
لكن يجب ألا تضغطيه بقوة للداخل، حيث سيبقى هناك دون أي جهد منك. فقط أدخله في فتحة المهبل ، بحيث يكون ثلاثة أرباعه للداخل والربع الأخير للخارج.
المشكلة الوحيدة هي أن عليكي الاستمرار في فعل ذلك. إنه مثل التمرين – كما عليكي المداومة عليه بانتظام.
ماذا عن التهابات المسالك البولية؟
عدوى المسالك البولية مؤلمة حقًا ويمكن أن تجعلكي غير قادرة على فعل أي شيء حتى يتم علاجها. ومن الشائع حدوثها عند الرضع والأطفال ، أو عندما تبدأ المرأة في ممارسة الجنس – ما يسمونه التهاب المثانة في شهر العسل – وعند النساء في فترة انقطاع الطمث. أما الفئة العمرية بينهما من النادر أن تعاني من تلك الالتهابات ولا يوجد سبب حقيقي لذلك.
من المرجح أن يكون سبب عدوى المسالك البولية ، على سبيل المثال ، طفل يبلغ من العمر 10 سنوات هو ارتداد البول ، حيث يعود البول إلى الكلى ويعود ليستقر في المثانة. والسبب الأكثر شيوعًا لذلك هو إصابة المريض بالإمساك ، حتى لو كان يتغوط كل يوم.
لا يوجد إجماع واضح على علاج التهاب المثانة في شهر العسل ، لكني أحاول علاج المرضى الذين يعانون من البروبيوتيك المهبلي بدلاً من الأدوية و 85 بالمائة من الحالات ، سيكونون بخير.
أما النساء بعد انقطاع الطمث ، سيغير الإستروجين كل شيء. إنه حقًا إصلاح سهل.
كيف نمنع التهابات المسالك البولية؟
هناك بيانات حديثة تفيد بأنه يمكنك التخلص من تلك الالتهابات بدون مضادات حيوية، قد يكون ذلك عن طريق شرب الكثير من الماء. أنا أحب البروبيوتيك. Lactobacillus هو بروبيوتيك موجود في اللبن. مثل القناة الهضمية ، يحتوي المهبل على ميكروبيوم و Lactobacillus هي البكتيريا الجيدة التي يجب أن تعيش هناك ، لذلك أغمر المهبل بالعصيات اللبنية.
يمكنك الحصول على البروبيوتيك بدون وصفة طبية ولكني أوصي بتناول حبوب منع الحمل عن طريق الفم أو استخدم التحاميل المهبلية.
يجب تناول حوالي لترين من السوائل وهو ما يساعد على ادرار ما يعادل 1.5 لتر من البول يوميًا. بعض يشربون عصير التوت البري لكن يجب أن يكون في شكل شديد التركيز. فشرب عصير التوت البري المُحلى الذي يمكنك شراؤه من المتجر لن يساعدك.
ولكن ، كما أقول لكل مريض ، فإن الإصابة بالتهاب المسالك البولية ليس خطأك. لا علاقة لذلك بكيفية المسح أو ما إذا كنت تتبول بعد الجماع.
ومع ذلك ، يمكن أن تنتشر بعض أنواع العدوى إلى الكلى ، بل وقد تصبح مهددة للحياة. اطلب العناية الطبية إذا كنت تعاني من آلام الظهر أو الحمى. يجب ألا تصاب بالحمى مع التهاب المسالك البولية البسيط.
نسمع المزيد عن GSM مؤخرًا – ما هو؟
GSM تعني متلازمة الجهاز البولي التناسلي لانقطاع الطمث وليس الكثير من الأطباء على دراية بها. الأعراض هي الشعور بالحرقان عند التبول، والجفاف والألم أثناء ممارسة الجنس، والأنسجة المهبلية الرقيقة للغاية والضعيفة. إذا لم تكن هناك مشاكل أخرى ، فهذا هو GSM ويتم علاجه بالإستروجين المهبلي. وهذا لا يشكل أي زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الفحص الجيد مهم جدا. لسوء الحظ ، لا يتم تدريس هذا كما ينبغي للأطباء. ولكن إذا تم القيام به بشكل صحيح ، فإنه يوفر للمريض مجموعة من الاختبارات غير الضرورية.
هذا هو المكان الذي يتقاطع فيه طب المسالك البولية قليلاً في أمراض النساء. كطبيبة مسالك بولية ، أنظر إلى أي شيء يمكن أن يؤثر على المهبل.
لما قد نعاني من حصوات الكلى؟
إنها مؤلمة للغاية – في الواقع ، تمت مقارنة الألم بالمخاض. لا نعرف سبب تعرض بعض الناس لها. يمكن أن تكون هرمونية. أنا متأكد من أن هناك عامل وراثي. بعض الناس لديهم مستويات عالية من حمض اليوريك أو الأوكسالات ، وهي مركبات طبيعية توجد في الأطعمة المفيدة للصحة بشكل عام ، مثل السبانخ والفراولة والفول السوداني والشوكولاتة ، ولكن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى حصوات الكلى.
لكن السبب الرئيسي هو عدم شرب السوائل الكافية ، لذا نصيحتي العامة هي شرب الكثير من السوائل وتجنب اللحوم الحمراء.
ما هي الأعراض التي يجب أن نحذر منها؟
حمى أكيدة ، دم في البول وصعوبة في التبول. يفضل استشارة الطبيب قبل أن تصل إلى النقطة التي لا يمكنك فيها التبول على الإطلاق. لا تنتظر أكثر من يوم أو يومين لرؤية الطبيب وإجراء الفحص.
- الدكتورة سيما شيث ، أخصائية المسالك البولية في كليفلاند كلينك أبوظبي ، كانت ضيفة على بودكاست Livehealthy في 7 أبريل 2021
