اضطراب التسوق القهري – المعروف أيضًا باسم “هوس الشراء” – هو وسيلة لتغيير أو تجنب المشاعر.
بينما كان باستطاعة مدمني التسوق القدرة على تحديد دوافعهم أثناء الإغلاق، إلا أن الحظ لم يحالف الآخرون منهم. العزلة والوصول إلى المتاجر والتطبيقات عبر الإنترنت وخدمة التوصيل للمنازل أدت إلى تفاقم المشكلة.
وفقاً لمعالج سلوكي رائد في الإمارات: فإن خروج الإمارات من حالة الاغلاق وعودة الحياة إلى طبيعتها قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية لمدمني التسوق، وهذا بسبب النشوة الأولية المرتبطة بالتسوق وتعطشهم للشراء المباشر من المحلات ومراكز التسوق.
تقول مانديب جاسال من مركز Priory Wellbeing بدبي: “باتباع أي شكل من أشكال التقييد، قد تستغرق العودة إلى” القاعدة “السابقة بعض الوقت. “في حين أن الكثيرين قد عانوا من تراجع في عادات التسوق الخاصة بهم أثناء الوباء – بسبب التدابير الأمنية
وأنظمة الانتظار – فإن أولئك الذين يعانون من إدمان وهوس التسوق مسبقًا، ربما قاموا ببساطة بتخزين تلك الرغبة الشديدة “.
وقالت إن هؤلاء الأفراد هم أكثر عرضة للتمرد من خلال الإنفاق أكثر من المعتاد ، لأنهم يتوقون إلى عامل الشعور بالسعادة من الإندورفين والدوبامين اللذين يتم إطلاقهما بشكل طبيعي عند التسوق.
بالنسبة للكثيرين منا ، لا شيء يتفوق على إغراء وضجيج المحلات التجارية والإشباع الفوري “بالامتلاك” ، كما تقول جاسال.
ومثل جميع أنواع الإدمان، فإن التسوق القهري (هوس التسوق) هو وسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية التي غالباً ما تخفي مشكلات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري وتدني احترام الذات.
في حين أن طقوس التسوق قد توفر بعض الراحة المؤقتة ، فغالبًا ما يتبعها سريعًا شعور بالذنب والعار، وبالتالي تستمر دورة الإدمان.
بمرور الوقت يمكن أن يؤثر ذلك على حياة الفرد بأكملها ويؤدي إلى تداعيات خطيرة على العلاقات والحياة الأسرية والعمل والشؤون المالية. يمكن أن يؤدي إدمان التسوق أو اضطراب الشراء القهري إلى ديون خطيرة وخلل وظيفي.
وكغيره من أنواع الإدمان الأخرى، قد تؤدي محاولة التوقف عن التسوق إلى ظهور أعراض انسحاب فسيولوجية، كالشعور بالتهيج والاكتئاب.
قد يكون التعافي من أي نوع من أنواع الإدمان صعبًا، لكن ليس مستحيلاً. قد يتطلب ذلك تغييرًا كاملاً واستباقيًا في التفكير وقد يستغرق بعض الوقت بالإضافة إلى الحاجة للدعم المهني. تقدم مانديب بعض النصائح التالية لمن هم بحاجة للمساعدة:
- من المستحيل أن يتوقف شخص مدمن على التسوق عن التسوق تمامًا ، والاكتناز والحرمان هما ببساطة النقيضان الآخران. لذا، فإن التعافي ينطوي على البدء في الاهتمام بالتمويل. امتنع عن استخدام بطاقتك الائتمانية وابتكر خطة مالية مع شخص تثق به أو شخص محترف. انظر إلى الايرادات والمصروفات وضع ميزانية واقعية. راجع هذا بانتظام على سبيل المثال كل 3 أشهر. يجب أن تكون صادقًا تمامًا حتى تستطيع النجاح.
- انتبه لعلاقتك بالمال. في بعض الأحيان يتشابك هذا مع الموروثات المالية للأجيال والمواقف والخبرات مع الأموال التي يتم تمريرها عبر خط الأسرة. إن تحديد أنماط السلوك والمعتقدات لن يعالج الإدمان ولكنه يمكن أن يساعد في فهم بعض الأمور المالية الكامنة.
- ضع في الظروف المالية للأسرة وكيف تعاملت مع المال بطفولتك؟ كيف كان ينظر إلى المال وكيف كان يدار؟ ما هي التأثيرات تجاه المال من الأجداد أو الأجيال الأكبر سنًا؟
- كن على دراية بقيمك. ضع قائمة بأولوياتك، لتدرك ما هو المهم وما الاقل أهمية. كيف يمكنك العمل من أجل أن تكون الشخص الذي تريده؟ ما الذي تحتاجه للتوقف أو البدء في فعل المزيد؟ على سبيل المثال ، إذا كانت الأسرة مهمة بالنسبة لك ولكن انتهى بك الأمر إلى قضاء ساعات في التسوق عبر الإنترنت ، فلماذا لا تحدد لنفسك تجربة لقضاء 15 دقيقة من الوقت الذهني مع عائلتك كل يوم بدلاً من ذلك ، والقيام بنشاط قصير معًا. واستمر قدماً على هذا النهج.
- قم بإزالة جميع تطبيقات التسوق، وإلغاء الاشتراك، وحظر الشركات إذا لزم الأمر حتى يتم تقليل الضغوطات والاغراءات، وبذلك يصبح تسجيل الدخول إلى هذه المواقع أكثر صعوبة من قبل.
- يمكن أن تساعد القدرة على رؤية “مكافأة” ملموسة على جهودك في توفير حافز إضافي. ضع المال مقابل أي مشتريات كنت تقوم بها عادةً في وعاء زجاجي حيث يمكنك رؤيته بشكل مرئي بشكل منتظم. هذا المال هو تذكير مرئي بالمبلغ الذي تدخره ومن ثم يمكنك استخدامه لدفع الفواتير أو من أجل إجازة عائلية.
- في مراكز التسوق، كن حذرًا واسأل نفسك ما إذا كنت تحتاج حقًا إلى الشيء الذي تريده واستغرق وقتًا في التفكير في العواقب السلبية لشرائه. ركز انتباهك على سلوكك تجاه كل جانب من جوانب عملية التسوق – ملاحظة العنصر ، ولمس العنصر ، والإمساك به ، وأخذ العنصر إلى المنضدة ، وأخذ أموالك / بطاقتك لإجراء الدفع. هذه كلها خيارات يتخذها الفرد ويمكنه أن يختار الابتعاد عن الانضباط والدعم المناسب.
- تعرف على الوقت الذي سيطر فيه إدمان التسوق عليك واطلب الدعم المهني. فهناك خبراء محترفون مدربون يودون في المساعدة في حال رغبت ذلك.
