اليدين

لماذا يحاول الجميع ممارسة وضعية الوقوف على اليدين ؟

عندما كنت أتباهى أمام صديق لي بأنني هذا العام سأتقن أكثر التمارين التي حيرّت الجميع، الا وهي وضعية الوقوف على اليدين – كان يتساءل لماذا يبدو كل شخص متلهف نحو تحقيق هذا الهدف “وكأنه مثال للياقة البدنية”. إن الوقوف على اليدين، وجميع الوضعيات العلوية، مثل فتح الحوض، والوقوف على يد واحدة، والمباعدة بين الساقين، ووضعية اللوتس، وحتى أطراف الأصابع، نعم، أطراف الأصابع – لها متعة خاصة.

ليس هناك الكثير من الحركات التي يفضلها ممارسو رياضتي الكروس فت (مزيج من تمارين الإيروبكس وتمارين وزن الجسم) واليوجا، وقد يساعد شيوع هاتين الرياضيتين في تفسير السبب بأن جميع الرياضين يقفون في وضع مقلوب في موجز الإنستجرام. وهناك الكثير من الخصائص التي يجب توافرها في الرياضي المتقن لوضعية الوقوف على اليدين؛ من قوة ورشاقة وتوازن ومرونة. فكل ما عليك ان تتقن  هذه الوضعية ومن ثم فستثير إعجاب الآخرين ودهشتهم.

يجب أن أقر أن مساعيي نحو ممارسة وضعية الوقوف على اليدين كانت متأثرة جزئياً بالعديد من تمارين الجمباز وحسابات اليوغا التي أتبعها على أنستجرام، لكنني كنت أيضاً أبحث عن تحدٍ جسدي جديد لهذا العام، والذي لا يزداد صعوبة عن عكس وضعية اليدين برفع الأوزان الثقيلة.

لذلك، قمت في شهر يناير بالتسجيل في دروسِ لوضعية الوقوف على اليدين تُعقد في دبي. كانت الورشة تتألف من أربع جلسات، كل جلسها مدتها ثلاث ساعات، وكانت تعقدها مدربة الجمباز مارينا بافلينكو في دبي، ومدرب الحركة أمان أرورا في مركز “إليفيشن فيتنس” في أبراج بحيرات الجميرا في دبي، وذلك خلال عطلات نهايات الأسبوع. ونظرًا للاهتمام المتزايد بوضعية الوقوف على اليدين بين المشاركين في دروس اللياقة البدنية الجماعية، قرر هذان المدربان إنشاء برنامجِ يركز على هذه الوضعية.

تقول المدربة مارينا بافلينكو، البالغة من العمر 30 عامًا: “لطالما كانت وضعية الوقوف على اليدين جزءً من دروس تمارين اللياقة البدنية الخاصة بي، لكنني أدركت أنها لا تكفي أن تكون جزءً من تمرين واحد، لأنها تتطلب تدريبات كثيرة وفهمًا لحركات الجسم”. “تمثل وضعية الوقوف على اليدين جزء من عدة رياضات، مثل اليوجا، وكروس فت، والجمباز، والتمارين الخاصة بتقوية الجسم وتناسقه، وعلى الرغم من ذلك، لا تركز جميعها بشكل كامل على هذه المهارة.”

تقول مارينا بافلينكو إن العديد من الشغوفين باللياقة البدنية يحاولون أن تبدو وضعية الوقوف على اليدين عصرية، ولكن قليلًا منهم من يكرس الوقت لفهم الجسم وإدراكه. كما أضافت قائلة “يُفتن هؤلاء بمشاركات وسائل التواصل الاجتماعي الجذابة التي يرونها كل يوم، ولذا فإنهم يرغبون في تجربة هذه الرياضة في أقرب وقت ممكن، لكنهم لا يريدون قضاء بعض الوقت في تعلم المزيد عنها والارتقاء بمستوى التدريب ومنع وقوع إصابات”.

في تلك الدروس، يبدأ كل من أمان أرورا، البالغ من العمر 26 عامًا، ومارينا بافلينكو، مشاركة تمارين الشد والتنقل، مثل تمارين تمديد الرسغ وثنيه وتمارين الزحف وتمديد العضلة ثلاثية الرؤوس العضدية.

وفي حين أن مارينا تمنح خبرتها للمشاركين كمدربة للجمباز مع التركيز على القوة في الجلسات، يعمل أمان على دمج أسلوب حركي أكثر مرونة في وضعية الوقوف على اليدين. وهو بذلك يستلهم طريقة فيلدن كرايس، الذي يستخدم مبادئ الفيزياء والميكانيكا الحيوية لتحسين نطاق الحركة والمرونة وتنسيق حركات الجسم.

يقول أمان ” بدأت في البحث عن هذه الطريقة بعد الإصابات المتعددة التي تعرضت لها من ممارسة تمارين وضعية الوقوف على اليدين”. “من خلال تطبيق طريقة الاستكشاف تلك، والتي هي عبارة عن أشياء بسيطة كإنشاء دوائر وخطوط وأرقام بمفاصلك على الأرض ثم إزالتها، يمكنك تحديد ما يقيدك وتصميم البرنامج المناسب لك للتغلب عليها”.

كان هناك العديد من المشاركين في هذه الدروس يعانون مثلي من قيود في حركة الكتف والورك، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير في وضعية الوقوف على اليدين. يقول أمان “بسبب بعض الطاقة المقيدة في مناطق معينة من الجسم، لا يستطيع هؤلاء رفع أذرعهم، وقد يكون غياب الوعي هذا ضارًا لأي شخص يحاول تجربة وضعية الوقوف على اليدين”.

ولكن قبل خوض أي رحلة عكسية، تكون العقبة الكبرى التي يجب معالجتها هي الخوف من السقوط. يقول كريستيان بريزيانو، وهو رياضي حاز على ميدالية فضية مرتين في دورة ألعاب الكومنولث، والذي ينظم أيضًا ورش عمل لوضعية الوقوف على اليدين مع معلمة اليوغا ميلاني سوان في دبي: “إن أول شيء يحاولون تعليمه هو كيفية السقوط”.

كما يقول كريستيان البالغ من العمر 48 عاماً، والذي يشغل أيضاً منصب المدير الفني في مركز “فلاي هاي فيتنس”، وهي منشأة رياضية متعددة المراكز مقرها في دبي: “إن تغلبك على مخاوفك لا يقل أهمية عن درس يدور حول تعلم كيفية الوقوف على اليدين”. “إذ يمكنك أن تتدحرج أو تقوم بشقلبة جانبية لتجنب التعرض للأذى. كما أضاف قائلًا “إن كيفية تجنب السقوط هو التحدي الأكبر، وهذا يأتي مع التكرار”. كما يقول كريستيان “إن استخدام الجدار هو نقطة بداية جيدة، إذ يساعد الناس على فهم حركات أجسامهم وأشكالها وكيفية النفض والتحكم بأجسامهم. عندما تبدأ بالشعور بالراحة مع الجدار، يبدأ الخوف في التلاشي”.

 كما يؤكدون على دمج تمارين التنسيق والعمل على وضع الجسم وفهم الشعور بالمشي على يديك في التمارين اليومية.

تقترح بيم فاسا، مدربة اليوجا، وصاحبة استوديو “ذات هوت هاوس” وأحد أعضاء لجنة خبراء livehealthy.ae، تجربة دروس اليوجا المضادة للجاذبية للتغلب على الخوف من وضعية الوقوف على اليدين. وقد ابتكر هذا النوع من اليوجا مؤدي تمارين الهواء كريستوفر هاريسون، الذي استلهمها من اليوجا والبيلاتيس والجمباز بينما كان يتعلق متدليًا من السقف في أرجوحة من الحرير.

تقول بيم فاسا “إذا كان الناس يخافون من عكس حركاتهم، يمكن للدروس التي تستخدم أرجوحة الحرير أن تسهم في التغلب على هذا الخوف، حيث يمكنهم بسهولة ممارسة وضعية الوقوف على اليدين باستخدام الحرير، فلا يوجد خطر من السقوط أو الإصابة”.

وبينما تبدو وضعية الوقوف على اليدين للبعض أنها مجرد تقليعة عابر، إلا أن هناك الكثير من الفوائد من هذه التمارين القوية.

تقول مارينا بافلينكو: “بممارسة هذه الرياضة، أنت تبني القوة في كتفك ومعصمك وتحسّن حركتك”. كما تقول “إذا مارست تمارينك بشكل صحيح، يزداد وعيك المكاني، وستفهم طبيعة جسمك بشكل أفضل، كما ستستطيع التنفس والاسترخاء بشكل أفضل”.

تقول بيم فاسا “إن هناك العديد من الفوائد من منظور اليوجا أيضًا، وأي تمرين يكون فيه قلبك فوق رأسك يحسًن الدورة الدموية ويساعد على تدليك أعضاء الجسم بل سيكون بمثابة علاج لك”.

ويؤكد الخبراء أنه أينما تمارس وضعية الوقوف على اليدين، (وما زلت أنا حتى الآن أحاول الوقوق في وضع مقلوب أمام الجدار وأتأرجح دون دعم لبضع ثوان)، فإن الطريقة الوحيدة لإتقان هذه الوضعية وتجنب الإصابات هي بناء أساس سليم وتحقيق الاتساق والعافية.

يقول أمان أرورا: “إن غياب وعيك ببنيتك وجسمك يشكل إجهادًا على جسمك”. “لذلك عليك أن تأخذ وقتك في ذلك، أنه تمرين على ضبط النفس ولكنه في الوقت نفسه محاولة للاستمتاع”.

يقول كريستيان بريزيانو “إن إصابات المعصم والكتف شكاوى شائعة، فإذا أفرطت في التدريب، كما هو الحال مع أي شيء، فسيكون لذلك أثر سلبي لا محالة. فمعصمك غير مؤهل الآن لدعم وزن جسمك كله، خاصة عند البداية، فإذا ما فعلت ذلك بشكل غير صحيح، ربما يتسبب ذلك في ممارسة إجهاد مفرط على عضلاتك وظهرك”. كما قال “إن الناس بحاجة إلى فهم الفارق بين المشقة والألم”، فهناك حاجة إلى قدر معين من المشقة لجعل جسمك يتأقلم مع التغير، ولكن عندما يصبح ألمًا، عليك إعادة النظر في الأمر”. وليس هناك اي مشكلة في ممارسة بعض تمارين وضعية الوقوف على اليدين يوميًا كجزء من التمرين، بل إن ذلك سيساعدك على التحسن”.

صورة خاصة: ألفونسو فينزويلا

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.