Saadiyat Beach

كيف ينفع الشاطئ عقل الإنسان

تنعم الإمارات العربية المتحدة بمجموعة كبيرة من الشواطئ الرائعة بداية من “السعديات” في أبو ظبي و “الممزر” في دبي وصولًا إلى “خور فكان” في الشارقة، ، وباتت زيارة الشواطئ عادة أسبوعية بالنسبة للعديد من المقيمين الذين يريدون الحصول على فيتامين (د) والاسترخاء عبر الاستماع إلى صوت الأمواج وهي تداعب أقدامهم.

وبينما هناك العديد من الأنشطة التي توفر فوائد واضحة للصحة البدنية مثل السباحة وركوب الأمواج والتجديف، إلا أن الآثار الإيجابية للذهاب إلى الشاطئ تتخطّى فوائد الحركة من مكان إلى مكان، وهو ما يؤكد عليه العِلم الآن.

ففي شهر يناير الماضي، ظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة “الحدود في عِلم النفس”، وأشارت إلى أن قضاء “10 دقائق فقط في الهواء الطلق مع الطبيعة” يعمل على تحسين الصحة الذهنية للإنسان بشكل كبير. وفي عام 2013 كانت هناك دراسة نشرتها مجلة “هيلث آند بليس” أكدت على أن الناس يشعرون بتحسُن هائل في صحتهم إذا ما قرروا العيش بجانب الساحل. وبينما هناك تأثيرات إيجابية تطال الجسم والعقل، فإن السبب في ذلك يعود إلى الأيونات السالبة التي كانت هدفًا للأبحاث على مدار عشرات السنين، لمعرفة تأثير تلك الأيونات كمضادات للاكتئاب.

حيث تحتوي المياه المتحركة وكذلك رمال الشواطئ على الأيونات السالبة، وهذا هو سبب شعور الإنسان بالاستمتاع حين يسير حافي القدمين على تلك الرمال والمياه المتحركة، وهو نشاط إيجابي بشكل متزايد تم اكتشافه العام الماضي من خلال الفيلم الوثائقي: “عِلم التأريض المذهل”.

لقد وثقت الصلة الإيجابية بين ممارسة التمرينات الرياضية والصحة الذهنية بشكل كبير تاريخيًا، لكن اليوم العلاقة بين قضاء الوقت خارج المنزل والسعادة العاطفية هي ما يتم اكتشافه بشكل متصاعد، وذلك وفقًا لتصريحات د. ليندا هايلاند كبيرة محاضري علم النفس في جامعة ميدلسكس بدبي.

وتقول د. هايلاند :”إن ممارسة التمارين الرياضية بشكل عام يعود بفوائد عظيمة  على الصحة الذهنية، ويمكن أن تكون علاجًا فعالًا لتخفيف حالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة وحتى الشديدة، كما أكدت الأبحاث على أن أثر الأنشطة البدنية يتعاظم عند ممارستها خارج المنزل في بيئة طبيعية”.

“وبينما تتم الأبحاث في هذا المجال عادة في المساحات الخضراء؛ فإن هناك حجة مفادها أنه يمكن الحصول على ذات المنافع عبر التواجد في “بيئة طبيعية” مهما كان نوع تلك الطبيعة في أي منطقة جغرافية ، مثل الشاطئ أو المحيط بالنسبة لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة”.

على الأغلب لا يدرك مُعظم من يترددون بكثرة على تلك الأماكن الشائعة في الإمارات العربية المتحدة مثل شاطئ الحديريات أو شاطئ السعديات العام أو شاطئ جميرا في دبي الطبيعة العلمية وراء تحسُن الحالة المزاجية الذي يشعرون به حين التوجه إلى هناك، لكنهم بالطبع يدركون أن هناك تحسُنًا قد طرأ عليهم.

سوف يستضيف نادي سول ميو بيتش في شاطئ كايت دورات لليوجا تُقام على البحر في يوم السبت من كل أسبوع. وقد شهدت المدربة سارة وايت العديد من الأمثلة للمشاركين في تلك الدورات والذين يستفيدون من هذا الموقع على الشاطئ.

وتقول وايت :”ما أحبه في ممارسة اليوجا على الشاطئ هو أنك تقابل أشخاصًا من جميع مناحي الحياة، وتلك الدورات تجتذب أشخاصًا لا يذهبون بالضرورة لممارسة التمرينات داخل القاعات المخصصة لذلك، فهناك بضعة أشخاص مشاركين في الدورات التي أقوم بها يشعرون بالتأثير الإيجابي وهو ما ألاحظه بوضوح، وهم لا يذهبون لممارسة اليوجا في أي مكان آخر، لذا فإن مجيئهمإلى الشاطئ كان بمثابة نقطة انطلاق رائعة”.

“وهناك سيدة اعتادت المجئ على مدار عام كامل تقول أن صباح يوم السبت بات أبرز ما في الأسبوع بالنسبة لها. فهي تذهب للمشي بجوار الشاطئ وبعدها تأتي لحضور دورات اليوجا على الشاطئ ثم تذهب لتناول القهوة بعد ذلك، وهذا يعُد مكانًا رائعًا بالنسبة لها من أجل التفكير والتعبير عما بداخلها”.

وشعرت د. وايت أن الرغبة في معانقة الهواء الطلق تعُد محفزًا أساسيًا لممارسي اليوجا الذين يحضرون الدورات التي تقيمها على الشاطئ، حيث أنها توفر بيئة مختلفة عن دورات اليوجا التقليدية التي تتم في القاعات المغلقة.

“ترفع تجربة ممارسة اليوجا على الشاطئ حقًا الحالة المزاجية للأفراد. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، يقضي الناس الكثير من الوقت في الأماكن الداخلية للعمل وهو أمر مؤسف عندما يكون الطقس رائعًا، وهذا يعني أيضًا أنهم يشعرون بالسعادة بالفعل حين يخرجون إلى الطبيعة”.

“وأعتقد أن التواجد بجوار البحر له تأثير إيجابي للغاية على الصحة الذهنية. حيث تجعلك بعض الأشياء البسيطة مثل صوت الأمواج أو مشاهدة الأمواج أمامك تعيش اللحظة الحالية ومن الممكن أن تجد الكثير من السلام النفسي في هذا المكان، كما أنها تجعلك تمتنع عن التفكير في الكثير من الأشياء التي تحدث خارج مكان ممارسة اليوجا”.

كما باتت الأبحاث التي تناولت منافع “المساحات الزرقاء” مثل البحيرات والأنهار وبالطبع البحار والمحيطات تتم بوتيرة متسارعة بين الأكاديميين المعنيين بعِلم النفس، وبالطبع في استطاعة د. هايلاند أن ترى العلاقة بين تلك الأبحاث وبين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

قد اكتشف فريق من معهد برشلونة للصحة العالمية أن التعرُض للمساحات الزرقاء له تأثير إيجابي على سعادة الإنسان، وتفسر د. هايلاند ذلك الأمر بقولها :”توجد أدلة أيضًا على المنافع الخاصة بالصحة والسعادة حين يقضي المرء ساعتين على الأقل أسبوعيًا في أحضان الطبيعة، بما فيها الحدائق والغابات والشواطئ”.

وقد اكتشف البحث الأخير أنه لا أهمية لمسألة قضاء الساعتين في أحضان الطبيعة مرة واحدة أو تقسيمها لعدة مرات، لذا يجب علينا جميعًا أن نقوم بتضمين هاتين الساعتين داخل جدول أعمالنا على مدار الأسبوع. وبالنسبة لنا نحن المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة فإن الأمر أكثر وضوحًا – يجب علينا أن نتجه إلى الشاطئ.

 

 

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.