children athletics

كيف تُعين طفلك على الارتقاء بمستواه الرياضي

يترقب الكثير من الآباء اكتشاف أي مواهب خاصة قد تظهر لدى أطفالهم في سن مبكرة، على أمل أن يضم منزلهم نجمًا رياضيًا مستقبليًا. فإذا وجدت في طفلك موهبةً بدنية، أو استعدادًا للتفوق في رياضة بعينها، فهناك عدة جوانب يمكنك التركيز عليها من شأنها أن تمنح طفلك كل فرصة ممكنة للنجاح في المجال الرياضي. لكن لا شيء يضمن النجاح، ولا شك أنك راغب في مراقبة مهارات طفلك وقدراته عن كثب، كي تتجنب التحول إلى ذلك النوع من الآباء الذي يدفع الطفل بكل قوة إلى رياضة لا يحبها أو تتعذر عليه ممارستها. رغم ذلك، يمكنك مساعدة طفلك في تعلم الطريقة الصحيحة للاستعداد بدنيًا لممارسة الرياضة، وتعزيز تعلُّمه الدروس المهمة ذات الصلة بقيم الانضباط والمرونة وتحسين الذات والقيادة طوال مسيرته الرياضية.

“مات توماس” و”مات جورنو” خبيران بريطانيان في التربية البدنية، يعيشان ويعملان في الإمارات العربية المتحدة، حيث يعمل “توماس” منسقًا مشاركًا لشئون تدريس التربية البدنية وتعليمها في أكاديمية “جيمس ويلنجتون”، بينما يشغل “جورنو” منصب رئيس قسم الشئون الرياضية والتربية البدنية مدرسة “الصفا” المجتمعية. إليك أفضل نصائحهما حول الكيفية التي يمكن للآباء من خلالها مساعدة أطفالهم في الارتقاء بمستواهم الرياضي.

 

ممارسة مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية

تشير دراسة أجريت في مركز الطب الرياضي الصحي بجامعة “ويسكونسن” البحثية الأمريكية في 2017، ونشرتها المجلة الأمريكية للطب الرياضي، إلى أن الطلاب الذين يمارسون ألعابًا رياضية متخصصة في سن صغيرة يكونون أكثر عرضة للإصابات الخطيرة. يقول “توماس” أن ذلك هو السبب وراء استخدام معظم المدارس نموذجًا طويل المدى لتطوير الرياضيين، ويوصي هذا النموذج بضرورة أن يجرب الأطفال مزيجًا من الألعاب الرياضية الفردية والجماعية، قبل التخصص في رياضة ما في منتصف سن المراهقة.

ويوضح “جورنو”: “ما زلت أكرر في كل تجمع لمجلس آباء الطلاب (أتعلمون أن الأبطال الأولمبيين يقولون إن الرياضة التي يمارسونها حاليًا لم تكن الرياضة الوحيدة التي مارسوها في مدارسهم؟). التخصص المبكر لا يؤدي بالضرورة إلى النجاح. ينبغي على الطفل ممارسة أكبر عدد ممكن من الألعاب الرياضية حتى سن الثانية عشرة. غالبًا ما يتخطى تأثير الألعاب الرياضة تعزيز القدرات البدنية، فيمتد إلى تنمية مجموعة متنوعة من المهارات، حيث يعزز بناء المزيد من العلاقات الاجتماعية كما تتحسن مهارات الطفل القابلة للتحويل باستمرار”.

 

تشجيع المساءلة

يشير “جورنو”: “المساءلة توجه رائع خلال جميع المراحل في جميع نواحي الحياة. هي أمر حيوي لوضع أساس جيد لحياتك المهنية الرياضية. سيكون رائعًا أن يطرح الإنسان مسائل من قبيل (إن لم أمارس المساءلة، فإنني إذن لا أمارس الدور المنوط بي في المجموعة)”.

ويرى “توماس” أن تسجيل مستويات تقدم الأطفال مع مرور الوقت يُعدَ وسيلة لتشجيع المساءلة. يستطيع الآباء قياس الأنشطة اليومية لأطفالهم، إلى جانب أفكارهم ومشاعرهم، كما يمكنهم مباركة هذا النجاح واقتراح سبل لتحسينه خلال لحظات ممارسته، كل ذلك مباشرةً عبر جهاز خاص بالطفل من خلال تطبيقات مثل “Seesaw” أو “Mi Move”. ويتابع: “المساءلة تُرسي أساسًا رائعًا لنجاح الطفل عمومًا، وليس فقط في الألعاب الرياضية”.

 

التعرُّف على قواعد اللعبة

إن فهم تفاصيل مباريات اللعبة من مختلف الجوانب سيمنح الأطفال ميزة تنافسية عند اللعب في المباريات. إحدى أفضل الطرق للوصول إلى هذا الفهم هي ممارسة ألعاب التحكيم وأداء دور الحكام. يقدم العديد من النوادي برامج تتيح للاعبين إمكانية التعرف على قواعد اللعبة من خلال دورات التحكيم للصغار والدورات المخصصة للحكام، وهي طريقة رائعة للتدرب على كيفية تحسين أداء اللاعب للعبة. يعتقد “جورنو” أن المشاهدة الحية للمباريات وسيلة أخرى رائعة لمعرفة المزيد عن اللعبة. مشاهدة اللعبة الرياضية في أعلى مستوياتها، بدءًا من مشاهدة حجم تحركات اللاعب، وسرعة حركة الكرة وحتى معرفة القوة المطلوبة لتنفيذ مهارة ما، من شأنه أن يحسن مستوى إدراك الطفل للعبة.

 

تأملات ما بعد المباراة

يمثل الجلوس والتحدث عن الأداء جزءًا حيويًا من تحسن المستوى الرياضي.

يلفت “توماس”: “من المهم تحليل الأداء والتجاوب مع الملاحظات البناءة بعد كل مباراة أو تمرين. يمكن تنفيذ هذا بمناقشة أسس بسيطة مثل (ماذا جرى على نحو جيد) و(كانت الأمور لتسير أفضل من هذا الوضع الجيد لو…)، وبأن يطرح المدربون مجموعة متنوعة من الأسئلة تشجع التأمل العميق. وليلتفت الجميع إلى ضرورة الحفاظ على الطابع الإيجابي لهذه المحادثات”.

 

اجعلوا ممارسة الرياضة متعة مستمرة

بحسب “توماس”، فإنه ينبغي أن يتعرّض الأطفال إلى “مجموعة متنوعة من التجارب الرياضية التي تحمل السعادة والمشاركة”، وألا يتخصصوا في رياضة محددة إلا عند سن الرابعة عشرة.

ويضيف “جورنو” إن الاستمتاع باللعبة مفتاح النجاح في جميع مراحل ممارستها، موضحًا: “في بعض الأحيان، يجد الأبناء أنفسهم مُجبرين على ممارسة رياضة معينة، مدفوعين بهوس الآباء أو المدربين بها؛ بينما استمتاع الطفل بهذه الممارسة من شأنه أن يقوده إلى مزيد من النجاح المستقبلي”.

 

إسناد المهام القيادية إلى الأطفال

يقول “جورنو”، فيما يخص البيئة المدرسية، إن هناك العديد من المناهج الدراسية المُصمَّمة بحيث تتضمن “مهمة قيادية” في كل درس. ويشير “توماس” إلى أنه يُوصى بتقديم برامج القادة الرياضيين إلى التلاميذ الذين يظهِرون اتجاهًا سلوكيًا إلى تمكين غيرهم، كما أن تشجيع هؤلاء التلاميذ في المنزل على تحمل مسؤولية بعض المهام يخلق لديهم عادات طيبة تنعكس على الأداء في المجال الرياضي.

 

التركيز على الدافع الداخلي

يعتقد “توماس” أنه، في عصر تنتشر فيه ثقافة المكافآت الخارجية، مثل الميداليات والألقاب والوجبات الخفيفة، يزداد عسرًا على الأطفال أن ينجزوا هدفًا بغرض الشعور بالسعادة والتمتع بشيء من الرضا الداخلي فحسب. 

وهنا يوصي “جورنو” بأنه “لا يمكن للمكافآت أن تكون الحافز الوحيد للأداء الرياضي. البطل الرياضي يلزمه أن يرغب في ممارسة هذه الرياضة، وأن يستمد سعادته من المشاركة فيها”.

 

التحسن التدريجي بخطى ثابتة كهدف

يرى “جورنو”، أنه يلزم للآباء والمعلمين مساعدة الأطفال في فهم ضرورة التدريب والتحسن بالنسبة لهم، وفي تجنب الشعور بالرضا عن الأداء الذاتي”.

ويستطرد “توماس”: “أسعد مَن عرفتُ من الناس هم مَن يعملون على التقييم والتحسين المتواصليْن لأدائهم؛ على عكس أتعس مَن عرفتُ الذين يتجهون عادةً إلى تقييم الآخرين والحكم على أدائهم”. 

 

تعليم العادات الغذائية المفيدة

يتفق “جورنو” و”توماس” على توصية بأن نمط الغذاء يؤثر على الأداء الرياضي، ولذا علينا ضمان أن يتعرف كل طفل على قواعد التغذية، والعادات الغذائية التي ينبغي عليه اختيارها كي يكون ناجحًا.

ولا تقتصر التغذية على الطعام والشراب الذي يتناوله الطفل يوم المباراة فحسب؛ بل ترتبط بنسبة أكبر باتباع العادات الغذائية الجيدة على المدى الطويل. يتمثل ذلك مثلًا في التوقف عن تناول عن المشروبات الغازية، وشُرب عشرة أكواب من الماء يوميًا، وتقليل الكم المُستهلك من الأغذية المعلبة والمُصنَّعة. صحيح أن كل عائلة لها معايير مختلفة في الطعام الذي يمكنها توفيره، لكن كلما ارتفع استهلاك الأطعمة المُكوَّنة من مكوِّن واحد – أي الأطعمة الكاملة – كان أداء الجسم أفضل.

صورة مميزة من موقع Shutterstock

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.