marathon

كيف أفوز في سباق الماراثون؟

في إطار الاستعداد لماراثون أدنوك أبوظبي، تم تصميم الميداليات وتخصيص ملعب السباق. يتضمن الماراثون السباق الكامل ويتضمن قائمة من المتسابقين من النخب حتى المبتدئين، ومن ثم يوجد سباقات على مسافة 10 كيلومترات و 5 كيلومترات و 2.5 كيلومترات لأي مشاركِ آخر. عندما ينتهي السباق، يكون شعار ميداليات الفائزين “أنا فعلتها”. تبلغ مسافة الماراثون 42.195 كيلو متر، بحيث يشمل أبرز معالم إمارة أبوظبي، وسيشارك فيه الكثير من العدائين المحترفين والمبتدئين، كما سيمنح مختلف الفئات والأعمار من مجتمع أبوظبي فرصة المشاركة في سباقات مجتمعية مصاحبة لمسافات 2.5 و5 و10 كيلومتر، فيما سيحصد الفائزون بالماراثون على جوائز مالية متنوعة.

 

استعدادًا للحدث وفي محاولة لإشراك الجميع، أطلق المنظمون، قبل 40 يومًا من السباق، هاشتاج #1kEveryDayChallenge في 27 أكتوبر. كانت الفكرة تتبلور في تعزيز مستويات النشاط الكلية في المدينة من خلال مساعدة المشاركين في خوض سباقِ لمسافة 2.5 كيلومتر على الركض أو المشي لمسافة في الوقت الذي يعبرون فيه خط النهاية. وقد كان الذين يركضون تلك السباقات الطويلة قادرين على خوض هذا التحدي أيضًا.

 

بعد ذلك يأتي المتسابقون الذين يخوضون التحدي الأكبر: 26.2 ميلًا، أو 42 كيلومترًا. وقد ذهبنا إلى ثلاثة من أكثر المتسابقين انتظامًا في سباق الماراثون في الإمارات العربية المتحدة، وطلبنا منهم السير معهم لنرصد ما يحدث على الطريق.

 

خاض ديفيد، ضابط في الجيش البريطاني يبلغ من العمر 56 عامًا، يعيش في دبي مع زوجته (لديهما طفلان). أكثر من 40 سباقًا، بالإضافة إلى كونه ثالث أكبر رجل حديدي في فئته العمرية… “بالنسبة إليّ، أخوض السباق لأنه بيني وبين خط النهاية؛ لأنني أريد التنافس في بطولة العالم التي هي إمّا تصفيات أو بطولة العالم”. تتراوح مدة التدريب من 20 إلى 28 ساعة أسبوعيًا لمدة أربعة أشهر تقريبًا، ولكنّ المستوى الأساسي للتدريب يكون معدلًا تراكميًا لمدة 10 سنوات من خوض هذه السباقات مرة أخرى. أنا أتسابق لمسافات طويلة مرتين في السنة في المتوسط. لا تعتبر السباقات مريحة مطلقًا، إلاّ أنّني أشعر بالارتياح للغاية لمجرد كوني غير مرتاح وأستطيع التبسّم كثيرًا أثناء السباق؛ فالتبسّم يجعلك أسرع!

 

بماذا تنصح المتسابقين؟ كلما أسرعتم في السباق كان ذلك أقل إيلامًا، أو على الأقل، سيكون زمن الألم أقصر. لذلك عليك بالتدربّ، التدرّب باستمرار لتكون مستعدًا في يوم السباق بقدر الإمكان.

ليس المشي في الماراثون متعة. إن إرضاء نفسك بأنك قد حققت إمكاناتك أمر مجزٍ للغاية. عند خط النهاية دائمًا أسأل نفسي: ما الذي يجب عليّ فعله بعد ذلك؟ أنا أفكّر في المستقبل ولا أتوقف عن التأمل مطلقًا. ليس التدريب وليس السباق الذي أتدرّب عليه هو المقصد، بل إنه مجرد محطة من محطات المسار الرئيسي في حياتي، أحتفي باجتيازها عند مروري بها؛ لكنّها تفقد أهميتها بمجرد اجتيازي إياها.

 

إنّ خط النهاية هو الهدف الأسمى. وأحرص دائمًا على أنني على أهبة الاستعداد، فاخلع قبعتي ونظارتي حتى تكون الصورة “إيجابية”. أعتقد أنّ مجرد النظر إلى الساعة يضيع فرصة محتملة بالفوز! فالناس يريدون رؤية وجهك، إنهم يريدون أن يطمئنوا أنك لا تزال سعيدًا وبخير حالٍ وتستمتع بالحياة. لذا فأنا أتأهب للاحتفال والنصر دومًا دون النظر إلى مستوى أدائي، جيدًا كان أم سيئًا، وأبتسم لمن حولي وأفكّر فورًا في جوعي!

 

سونيا ماك، مقدمة برامج في راديو 1 في دبي. جاءت من إيرلندا، منذ أن دخلَت هذه الرياضة، خاضت أكثر من 40 سباقِ في العقد الماضي. لقد بدأتُ سباق الماراثون لأول مرة في عام 2010 عندما سألني أحد أصدقائي المقربين عما إذا كنت شغوفة بتحدي ماراثون مدينة نيويورك. حيث شاهد إعلانًا للعدائين لجمع تبرعات من خلال هذا الحدث، كانت المحطة الإذاعية التي كنت أعمل فيها بصدد إنشاء مؤسسة خيرية، بحيث أصبحت محور تركيزنا على جمع التبرعات لمساعدة الأطفال على التغلب على المصاعب التي يواجهونها. بعد الإعلان عن هذا التحدي على الهواء، لم يكن بمقدوري أن أتراجع، كان لدي مدربُ شخصي يتصل بي، وصديق كان طبيبًا متخصصًا في العلاج الطبيعي. ثم انضمت فتيات إلى فريقنا وركضن معي ومع جون. يا له من ماراثون، فقد كان الدعم على الطريق عبر الأحياء الخمسة في نيويورك مذهلاً. بعد أن أقسمت بأن أخوض سباق الماراثون هذه المرة فقط، تعرضت قدمي للإصابة. لقد ركضت أكثر من 40 سباقًا بالإضافة إلى عدم وجود نهاية في نصف السباقات وطرق بمسافات 10 كيلومترات، وقد جمّعت آلاف الجنيهات للأعمال الخيرية.

 

أعتقد أنّ أكثر لحظاتي فخرًا هي إكمال سباق طوكيو في مارس من هذا العام، فقد منحني هذا نجمتي السادسة في سباق “ماراثون وورلد”، يجب على العدّاء الركض عبر مدن نيويورك ولندن وبوسطن وشيكاغو وبرلين وطوكيو. لقد ركضت عبر العديد من هذه المدن أكثر من مرة إلاّ طوكيو. كان من الرائع أن أنال ميدالية الستة نجوم، رغم أن الطقس كان متجمدًا في ذلك اليوم ولم تتوقف الأمطار مطلقًا؛ إلا أننّي كنت سعيدة للوصول إلى النهاية وحدي رغم كل هذه الظروف وسوء أحوال الطقس. كانت الميدالية مكافأة مجزية بالنسبة لي.

وحتى الآن لا أزل أشعر بالتوتر قليلاً في خط البداية، على الرغم من أنني أعلم أنه يمكنني التغلّب على تلك المسافة وعلى مرضي وقلة التدريب المناسب وأنّ الإصابات المجهولة التي يمكن أن أواجهها أثناء مسافة الركض البالغة 26.2 ميلًا دائمًا ما تجول في خاطري. اعتدت تطبيق خطة تدريبية محدّدة قبل أن أخوض سباق الماراثون، والآن، حتى اكون صادقًا، أحاول التدرّب قليلًا، لكنني أحيانًا، أحاول التغلب على الأمر فحسب.

 

نيك ويبستر، صحفي بريطاني مقيم في دبي، خاض العديد من سباقات الماراثون في جميع أنحاء العالم.

مثل أي شخص آخر يفكّر في سباق الماراثون لأول مرة، تعدّ فكرة الركض لمسافة 26 ميلًا و 385 ياردة تبدو بعيدة المنال وتتجاوز قدراتي بصفتي عداءًا ترفيهيًا غير متفرغ. انتقلت إلى الركض بعد كسر ساقي في كرة القدم، مما أجبرني على التقاعد المبكر من رياضتي المفضلة. وسرعان ما أصيبت قدمي من جرّاء الركض وبدأت في المشاركة في سباقات لمسافة 10 كيلومترات وازدادت المسافة تدريجياً. لقد شجّعني أخي بالركض لمسافات أطول، وهو رياضي حريص على المشاركة في المسابقات الثلاثية، لذا قرّرت المشاركة في سباق ماراثون لندن.

قدّمت أربع طلبات للالتحاق بالسباق، ثمّ استطعت أخيرًا حجز مكانٍ في واحدة من أكثر الماراثون شعبية في العالم. في طلبي الأول، لم يكن لدي أي وقت فعلي محدّد، إلا التجوّل في شوارع العاصمة جولة واحدة. ولكن مع مرور كل عام، أصبح الركض جزءًا أكثر أهمية في حياتي اليومية وكنت أستهدف وقتًا قدره أربع ساعات عندما شاركت أخيرًا في فعالية 2007.

 

مع بداية العام الجديد، بدأت برنامجًا تدريبيًا صارمًا مدته 16 أسبوعًا، وبدأت تدريجياً في زيادة المسافة أسبوعيًا من نقطة انطلاق تبلغ حوالي 10-15 ميلًا في الأسبوع. ومع ازدياد مدة الركض، بدأ الركض في الهيمنة على حياتي، حيث استبدلت الخروج ليلًا بجلسات تدريبية في الصالة الرياضية وخصّصت أطول فترة ممكنة من الركض أسبوعيًا في صباح أيام الآحاد المليئة بالكسل.

لإبقاء الأمور على وضعها الشيق والحماسي، قمت بدمج سباقات التلال والسير على الطرق الوعرة حول طرق ومسارات الهرولة بالقرب من منزلي مع التدريب المتواتر على المسار المحدّد لزيادة سرعتي وتحسين أساليب الركض لديّ.

كانت أطول مدة تدريبية لي في نهاية شهر مارس 22 ميلًا، بإجمالي مسافة بلغت 50 ميلًا تقريبًا في الأسبوع في ثلاث مسارات أقصر طولًا، يتغلغلها أيام راحة مهمة. وخلال الأسبوعين الأخيرين من اليوم المنتظر، تضاءلت قواي وتعثّرتُ، مما قلل معدّل الركض لديً ولم أستطع إلا أن أتجاوز مسافة أقصر قدرها حوالي 10 أميال، ولم أشعر بالتحسّن قط، ولم أتمكن من تخطي علامة الأربع ساعات في محاولة الماراثون الأولى هذه، لكنّني سجلت أربع ساعات و 20 ثانية، وقد أحببت كل دقيقة – تقريبًا.

بعد ذلك بعامين، تمكنّت من تسجيل رقم قياسي قدره 3 ساعات و 37 دقيقة في ماراثون نيويورك. يظل الركض أحد أفضل هواياتي المفضلة للحفاظ على صحة جسمي وعقلي. رغم أن هذه الأهداف تستحق المعاناة، إلا أن الخروج إلى هناك ووضع قدم واحدة أمام الأخرى، مرة أو مرتين في الأسبوع، يمكن أن يكون له فوائد جمّة.

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.