PCOS

كل ما تحتاج إلى معرفته عن متلازمة المِبيَض متعدد الكيسات (PCOS)

تحيط بحالات الإصابة بمتلازمة المِبيَض متعدد الكيسات (PCOS) العديد من التساؤلات حول ماهية هذا المرض وأسبابه وكيفية معالجته. ولكن من خلال البحث في محرّك البحث “جوجل” سنجد الكثير من المعلومات المتضاربة والتي يكتنفها الالتباس وعدم الوضوح. إلا أنه مع البحث المتعمّق عن مدربين الصحة المتخصصين في علاج متلازمة المِبيَض متعدد الكيسات (PCOS) الذين يبذلون جهودًا دؤوبة نحو تحليل الدراسات البحثية المعقدة وتفسيرها، على امل ان يستخلصوا بعض النصائح عن طريق معرفة عددٍ من أعراض هذا المرض مثل عدم انتظام الدورية الشهرية، أو الشعر الزائد في الوجه والجسم (الشعرانية)، أو زيادة الوزن، أو الشعر الخفيف، أو البشرة الدهنية، وحب الشباب.

ولكن إذا واجهتك مشكلة وبدتْ لديك تساؤلات حول المعلومات الأولية، فلدينا بعض الإجابات التي قد تكون مفيدة بالنسبة لك. في هذا السياق، طرحنا بعض الأسئلة إلى الدكتورة روزالي سانت من مركز بريمافيرا الطبي في دبي حول متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وقد قدّمت لنا موجزًا دقيقًا ومفصلًا وشاملًا حول هذا المرض الشائع والمُعقّد. ليست متلازمة المبيض المتعدد الكيسات شيئًا يدعو للذعر، أو حتى أسوأ من ذلك، إذ يمكن للمريض تجاهلها بل يجب أن يحدوه الأمل بزوالها. ولدى فهمنا لأجسامنا وكيفية عمل الأجهزة العضوية فيها، يمكننا تحديد أفضل السبل لمباشرة حياتنا، وأن نهتم بصحتنا، وأن نحرص دومًا على إجراء تغييرات نستفيد منها بقية حياتنا.

 

بادئ ذي بدء، ما هي متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وما الذي تعنيه على وجه التحديد؟

 

إن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات تعني “عددٍ من الكيسات في المبايض”، إلا أن تلك “الكيسات” ليست كيسات على الإطلاق، إنما هي مجرد جريبات مبيضية نامية بحجم مليمترين ولا تتطلب إجراء عملية جراحية، وهي تنتج هرمونات تعيق وظائف الجسم.

 

هل التسمية الفعلية لتشخيص هذا المرض غير صحيحة من الناحية الطبية؟

 

على الرغم من أن اسم “متلازمة المبيض المتعدد الكيسات” هو الاسم الذي أطلق على هذا التشخيص في الأصل، الا ان هذه التسمية غير صحيحة تمامًا؛ لما يكتنفها من الالتباس والغموض. فمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات عبارة عن متلازمة تصيب التمثيل الغذائي، فهي تحدث عند الرجال، على الرغم من أنهم ليس لديهم مبايض، فربما يكون المرض وراثيًا من جانب الأب.

 

هل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات مرض وراثي؟

 

نعم، هو مرض وراثي ينجم من النزعة والقابلية الوراثية، فمن خلال نمط حياة المرء وبتقدّمه في السن، يمكن تنشيط متلازمة المبيض المتعدد الكيسات في الجسم. لذلك إذا كان المرء ذي قابلية وراثية لهذا المرض، فسيلازمه طوال حياته، ولكن – في ذات الوقت – يمكن تعطيل تنشيطه طوال حياته. اعتمادًا على مقدار تحفيز الجسم بفِعل عادات الأكل، أو عدم ممارسة التمرينات، أو الإجهاد، أو التقدم في السن، أو هرمونات الحمل أو غير ذلك من الاضطرابات الهرمونية، فإن ذلك سيؤدي إلى تزايد أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو الأنسولين أو متلازمة التمثيل الغذائي في الجسم.

 

ما هي الأعراض الرئيسية لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات؟

 

تتفاوت الخصائص السريرية لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات تفاوتًا ملحوظًا، فضلًا عن كونها واسعة المدى للغاية، كما يتفاوت أثرها في الناس على وجه العموم. تعدُ الأعراض السريرية العادية لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أقرب الأمثلة على ذلك؛ مثل إصابة المرأة البدينة بتساقط الخط الشعري، وامتلاء الوجه بحب الشباب والشعر، وعدم انتظام الدورة الشهرية. لكن ليس كل مصاب بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات لديه هذه الأعراض. نحن نعتبر أن عدم انتظام الدورة الشهرية كثيرًا ما يكون أحد الأعراض المصاحبة للمرض أو صعوبة الحمل، ولا يتعلق الأمر بإصابة المرأة بالعقم تمامًا، ولكنّه يستغرق فترة أطول قليلاً لاستيعاب الأمر.

 

وفقًا لإجماع الآراء الطبية الدولية، هناك ثلاث خصائص “يجب توافرها” للإصابة بهذه المتلازمة. الخاصية الأولى هي الأعراض السريرية، والثانية هي التشخيص بفحص الموجات فوق الصوتية، والثالثة هي المؤشرات الكيميائية الحيوية – وتحديدّا زيادة مستوى هرمونات الذكورة في الجسم. ولكن على الرغم من أن هذا يمثّل أحدث إجماع للآراء حول التشخيص السريري، فإننا ندرك أن هذا الطيف واسع المدى للغاية وأنه لا يمكننا تكييف حالات المرضى مع هذه المعايير الثلاثة فقط.

 

إذن فإجماع الآراء الطبية الدولية لا يعطينا الصورة الكاملة عندما يأتي الحديث عن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات؛ ذلك إن هذه المرض أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير.

 

ونظرًا للافتقار إلى المعايير التي أرستها التوصيات الدولية، فقد كنا نتطلع دائمًا إلى معرفة ما إذا كان هناك أي شيء أكثر موثوقية يمكننا العمل بناء عليه. فإذا لم يكن لدى المرء سوى الانتظار حتى تزداد هرمونات الأندروجين لديه من أجل تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، كما تنص المعايير الدولية حاليًا، فسيكون التشخيص متأخرًا حينئذ لأن المرض سيكون نشطًا للغاية بل سيكون قد سيطر على نظام الامتثال الغذائي للمريض تمامًا.

 

وأجدُ أن قياس الهرمون المحفّز للجريبات والهرمون الملوتن في الجسم أسهل لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ذلك أن هذه الهرمونات تنتج من الغدة النخامية، كما أن قياس مستوياتها يساعد على الاكتشاف المبكّر لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات ومن ثم علاجها قبل تفاقم الحالة.

 

ما هو الهرمون المحفّز للجريبات والهرمون الملوتن، وكيف يؤثران في أجسادنا؟

تعد الغدة النخامية إحدى الغدد الرئيسية، وتقع في قاعدة الدماغ، وهي تنتج هذين نوعين من الهرمونات، الهرمون المحفّز للجريبات والهرمون الملوتن- من بين العديد من الأنواع الأخرى.

 

يقوم الهرمون المحفّز للجريبات بإنتاج جريبات المبيض الناضجة التي بدورها تنتج بويضة للدورة الشهرية الحالية، والتي يلزم وجودها لإحداث الحمل. وترتفع مستويات الهرمون الملوتن قبل الإباضة من أجل تحفيز الإباضة. لذلك إذا كان مستوى الهرمون الملوتن مرتفعًا جدًا، فلا يبدو أن الهرمون الملوتن يسمح بإطلاق البويضة على الرغم من أن الهرمون المحفّز للجريبات يقوم بدوره وينضج تلك الجريبات. يجب أن يكون مستوى الهرمون الملوتن لدى المرأة منخفضًا، ثم يأخذ في الارتفاع حتى يقوم بوظيفته. في الأشخاص المصابين بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، تظل مستويات الهرمون الملوتن مرتفعة، لذلك لا تحدث الإباضة.

 

 

لذا فإن اختبار مستويات الهرمون المحفّز للجريبات والهرمون الملوتن هو الاختبار الذي يُوصي به أكثر لإجراء تشخيص دقيق. ما هي الاختبارات الأخرى التي تشير إلى الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات؟

 

يفضًل علماء الغدد الصماء إجراء اختبارات مقاومة الأنسولين، ولكن هناك جدال قائم حول هذه الطريقة لأننا لسنا على يقين من مدى دقتها. تواجه المختبرات صعوبة بالغة في تحديد المستوى اللازم لنتيجة هذا الاختبار، فضلًا عن كونه اختبارًا بالغ الصعوبة. وفي بعض الأحيان، لا تعكس النتائج ما نتوقعه وبعد ذلك تصبح مربكة للغاية. حتى لو تم إجراء اختبار تحمّل الجلوكوز وتم فيه شرب الجلوكوز ورأينا فيه كيفية تفاعل الجسم معه، قد تكون نتيجة قياس مستوى الأنسولين في الدم نتيجة صعبة التفسير.

 

لننتقل إلى الجانب الأيضي لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات: قرأتُ أن النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات يزداد احتمال إصابتهن بمرض السكري من النوع الثاني من خمس إلى سبع أضعاف في مراحل تالية من العمر إذا ما تُركت الحالة دون علاج.

 

تؤدي متلازمة المبيض المتعدد الكيسات إلى إحداث حالة من مقاومة الأنسولين، مما يعني أن هضم كمية معينة من الكربوهيدرات يحتاج إلى أنسولين أكثر من المعتاد لأن الجسم لا يستخدم الأنسولين بكفاءة آنذاك. لذا ينتهي الأمر بفرط إنتاج الأنسولين، مما يعني أن البنكرياس يجب أن يعمل لساعات إضافية. وهذا هو السبب الذي يجعل الشخص المصاب بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات يُعتبر حينئذ في مرحلة ما قبل السكري، لأن البنكرياس، في يوم من الأيام، إذا لم يتم فعل شيء لتغيير الوضع، لن يتمكن من تجاوز هذه الحالة، وسينتهي الأمر باضطراب مستويات السكر ولا تعود إلى مستوياتها الطبيعية، تمامًا كما هو الحال في مرضى السكري.

 

نحن لا نفهم الكيمياء الحيوية التي تتسبب في حدوث ذلك بالضبط، لكننا نعلم أن هناك رابطًا قائمًا على أساس الأدلة العلمية والنتائج السريرية أيضًا. إذا حاولنا التحكم في كمية الكربوهيدرات لدى شخص لديه متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، فسوف تتحسّن حالته.

 

هل يكون أثر تحديد النسل الهرموني في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات إيجابيًا أم سلبيًا؟

 

عندما تتناول المرأة حبوب منع الحمل، تتوقف وظيفة المبايض، لذلك تتوقف الهرمونات القادمة من المبيض وتسبب اضطراب التمثيل الغذائي ولا تدخل في نظام الإباضة. لذا فإن تحديد النسل الهرموني يسهم في التحكم في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

 

ولكن مع الأسف، يعتقد الناس أن السبب الوحيد لتناول حبوب منع الحمل هو الرغبة في تنظيم الدورة الشهرية، والتي هي في الواقع دورات شهرية وهمية وليست الدورات الفعلية المنتظمة. كما يعتقد الناس أن تناول حبوب منع الحمل سيؤدي إلى علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات لأن الدورة الشهرية تصبح منتظمة حينئذ، ولكن ليس هذا ما يحدث. تعتبر تغييرات أنماط الحياة هي أهم الوسائل للتعامل مع هذا الوضع.

 

ما هي التغييرات التي تطرأ على أنماط حياة شخص ما مصاب بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات من أجل استعادة التوازن في أجهزة الجسم، ومن أجل الشفاء؟ يبدو أن الإجراء الرئيسي الذي يجب فعله هو خفض مستويات الكربوهيدرات والسكريات المعالَجة تمامًا واتّباع نظام غذائي أكثر توازناً يتكون بالكامل من الخضروات والكربوهيدرات المعقدة والبروتين. إنه إدراك تام ووعي كامل بصحة المرء.

 

 

 

أعتقد أن الجانب الأكثر أهمية لعلاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات هو معرفة النظام الغذائي، فالأمر لا يتعلق بحساب السعرات الحرارية. ما أقوله دائمًا للمرضى هو أنني لست اختصاصية تغذية وأننا لن نقوم بحساب السعرات الحرارية. فما يجب علينا فعله هو أننا بحاجة إلى معرفة ماهية البروتين وماهية الكربوهيدرات وماهية الخضروات وماهية الألياف، فضلًا عن تثقيف أنفسنا بالمغذيات. احرص على تناول كمية كافية من البروتين وتناول الأنواع الصحيحة من الكربوهيدرات لأن هناك الكثير من الأطعمة المصنّعة التي نأكلها دون أن ندرك ذلك. وبالطبع، يجب علينا التركيز على الغذاء الذي يحتوي على الألياف والخضروات، لأن هذا هو نوع من الغذاء يعود بالنفع على متلازمة المبيض المتعدد الكيسات في حالة الإصابة بها.

 

إنه التزام كبيرو واضح، لأننا في ظل نمط الحياة المزدحم لا نعطي الصحة الأهمية التي تستحقها. بل أصبح تناول طعامًا صحيًا صعبًا أكثر فأكثر، ولكن ليس صعبًا في حد ذاته، لكنه مجرد عملية؛ بل عاملًا لبقاء الإنسان، فلا ينبغي علينا أن نفترض أن أي شيء سنأكله سيكون صحيًا.

 

وهناك بعض الأدوية، مثل الميتفورمين أو العقاقير الأخرى التي تؤخذ عن طريق الفم لعلاج نقص السكر في الدم، والتي علِمت أنها وُصفت للنساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ولم يوصف لهن أي شيء آخر. بدون معلومات، وبدون اي شيء.

 

أنا شخصياً أفضّل المحاولة وتثقيف المريض وحمله على القيام بالأشياء بشكل طبيعي، لأن ذلك ببساطة ممكن جدًا. ولكن – بطبيعة الحال – سيظل البعض الآخر بحاجة إلى الأدوية لأنهم معرضون للإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات إلى حد كبير، لأن مجرد تغيير أنماط حياتهم ليس كافيًا، ولأننا جميعًا في النهاية سنبلغ الشيخوخة ولا يمكننا التغلب على كل الضغوط التي تواجهنا في حياتنا. إن طريقتي الأولى في العلاج ليست إعطاء أدوية مطلقًا. وإذا كان ذلك ممكنًا، فأنا أفضّل اتباع المسار الغذائي لأن الأمر – بجانب الأدوية – سيسير على ما يرام لفترة من الوقت، ولكن بعد فترة، سيعود أدراجه لأن المريض لم يغيّر نمط حياته، فهو ليس علاجًا دائمًا أو طويل المدى.

 

هل لاحظت ازدياد معدلات الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات في دولة الإمارات العربية المتحدة على مر السنين؟ وما هو متوسط عدد النساء اللائي تُشخّص حالتهن بهذا المرض؟

 

نعم، العددُ كبير، ولكنّي لا أعرف الرقم المحدّد، فالمرض أصبح شائعًا للغاية للأسف. وهذا لسببين:

أولهما، أن هذه المنطقة [الإمارات العربية المتحدة] ومنطقة البحر الأبيض المتوسط عندما يأتي الحديث عن هذا الأمر، لديها نزعة وراثية للإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات تتجاوز مثيلتها بكثير في شمال أوروبا مثلًا. والسب الثاني، أننا نحن جميعا مشغولون جدًا. لا يمكننا الاعتماد كليًا على أمهاتنا لتطهي طعامًا صحيًا لنا، وأحيانًا لا نجد متسعًا من الوقت لطهي طعام صحي. إن أجسامنا تشتهي الطعام التي كانت تطهيه أمهاتنا في الماضي أكثر مما تشتهي الطعام في الوقت الحاضر، لأنه كان صحيًا أكثر ولا يحتوي على مواد غذائية مصنّعة بنفس القدر.

 

بالنسبة للسكان المحليين حتى جيل أو جيلين في الماضي، لم يكن لديهم هذا التنوع الهائل في الوجبات السريعة المتاحة الآن، فالجسم يستغرق بعض الوقت للتكيف معه. في حقيقة الأمر، لا تتكيف أجسامنا تمامًا مع نوع الغذاء المتاح الآن. لحسن الحظ، أصبحت الكثير من النساء المحليات واعيات بالصحة المثالية والجسم السليم. لذلك من خلال ممارسة التمارين وإدخال التعديلات على نظامهن الغذائي، يستطيع الكثير منهن تدبّر تلك الأمور الصحية على نحو أمثل.

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.