silver linings Covid-19

شعاع من الضوء وسط ظلام فيروس كورونا

أسفر انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) عن ظهور حالة غير مسبوقة من التضامن بين الناس، ومن مظاهر تلك الحالة قيام محال الأطعمة بتقديم أفكار جديدة للأمهات العاملات من أجل العناية بأطفالهن.

ومع بقاء الناس في المنازل بسبب انتشار فيروس كورونا فقد ظهر عددًا متزايدًا من منافذ الخير التي كشفت عن أفضل ما في خصال البشر.

في أوروبا تبرّع نجم كرة القدم ليونيل ميسي هذا الأسبوع بمعدات تبلُغ قيمتها مليون دولار لصالح مستشفى برشلونة، وذلك من أجل علاج المصابين ودعم الأبحاث التي ترمي لإنتاج لقاح ضد الفيروس، أما زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو فقد تبرّع بالمِثل لصالح المستشفيات في مدينتي لشبونة و”بورتو”.

هالة خلف أقامت لمدة طويلة في الإمارات العربية المتحدة قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى كندا العام الماضي، واستقر بهم الحال في مدينة تورنتو حيث قضوا شهورًا من المغامرة والمرح والتجارب الجديدة، لكن ومع انتشار فيروس كورونا فإن ابنتها الانا التي تبلُغ من العمر 7 سنوات بدأت تشعر بالحنين لدبي وأصدقائها الذين يعيشون هناك.

وتقول هالة: “حاولت أن أصرف انتباهها عن كل تلك المشاعر السلبية”. وقد شجعت هالة ابنتها على رسم بعض الرسائل والشعارات التي ترفع من الروح المعنوية مثل “كن عطوفًا” و “كن إيجابيًا”.

وتضيف هالة خلف: “قامت ابنتي برسم 5 لوحات جديدة خلال هذا اليوم وأرفقتهم برسائل تحض على العطف، ثم طلبت مني أن أسمح لها بتعليق تلك الرسومات على النافذة من الخارج، بحيث يستطيع الأطفال الذين يشعرون بالوحدة والملل رؤيتها، لربما يكون هذا سببًا في إدخال السعادة إلى قلوبهم، وقد كنت سخية معها، فعرضت عليها اصطحابها كي نقوم بتزيين أعمدة الإنارة ومبنى المجلس المحلي في منطقتنا بتلك الرسومات والشعارات، وطارت ابنتي من الفرحة لكن الوقت لم يسعفها لصنع ما يكفي من اللوحات”.

وتم تعليق رسومات وشعارات “الانا” على محطات الحافلات وجدران مدرستها وفوق صناديق البريد الخاصة بأصدقائها ومحال البقالة، وبدأت الأمهات على مستوى الحي في عمل منشورات على مجموعات الفيسبوك يشرحن فيها كيف أدخلت تلك الرسومات روح التفاؤل والبهجة لأطفالهن، ومن ثم بدأ الأطفال في محاكاة الأمر وصناعة المزيد من الرسومات والشعارات.

 وتضيف هالة: “قمت بنشر ما صنعته ابنتي على شبكة إنستجرام، ومن ثم طلب مني أصدقاء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة محاكاة ما فعلته ابنتي، وطلب مني أصدقاء في دبي وأبو ظبي ذات الطلب، وقد شعرت ابنتي بالدهشة لأن أطفالًا من جميع أنحاء العالم، خاصة من جيرانها في البيت القديم قد تواصلوا معها بسبب تلك الرسومات… ومحاولات ابنتي الانا لنشر التعاطف والمشاعر الإيجابية في الشارع الذي نقطن به دفعتنا إلى الشعور بأننا ننتمي للمكان، وجعلتنا نشعر أننا قدّمنا ولو القليل في وقت ينتشر فيه الشك والهلع، وبحيث بات المجتمع هو كل شئ”.

وفي الشرق الأوسط، أعلنت شركات السوبر ماركت الكبرى في المملكة العربية السعودية عن تخصيص أوقات معينة للتسوق لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بينما قام السكان على مستوى الإمارات العربية المتحدة بوضع رسائل ولافتات على المباني من أجل تقديم الدعم لمن يحتاجه.

وتقول سلوى أكرم وهي سيدة مصرية تبلُغ من العمر 35 عامًا وتعيش في دبي: “في تلك اللحظات يجب علينا أن ندعم بعضنا البعض، وأنا أستطيع بسهولة أن أدخل إلى سيارتي وأذهب لشراء الطعام والأدوية من محال السوبر ماركت والصيدليات من أجل هؤلاء الذين لا يملكون الوقت أو القدرة الجسمانية لفعل ذلك، والواقع أن كل منا يتصرف كإنسان ويحاول تقديم الدعم لغيره في تلك الأوقات الصعبة”.

وعلى الرغم من أن تعداد سكان الإمارات العربية المتحدة قليل نسبيًا؛ إلا أن سلوى وجارة أخرى لها نجحتا في جعل المجتمع الذي تعيشان فيه يدرك أن كل منهن على استعداد لتقديم المساعدة إذا اقتضت الضرورة.

وتقول سلوى: “من المذهل أن انتشار الوباء جعلنا نبدأ في التصرف مثل أي إنسان سليم الفطرة، ونحن لم نعتاد على التفكير في أشياء من هذا القبيل – والسبب الرئيسي هو أننا لم نكن مضطرين لأن نفعل هذا – لكن المهم هو أن يقوم كل منا بدوره من أجل رد الجميل للمجتمع الذي نعيش فيه، ويمكن لتصرف واحد ينم عن العطف أن يجعلنا نقطع شوطًا طويلًا وأن يحذو الكثير من أفراد المجتمع حذو من يقومون بتقديم الدعم لغيرهم”.

وبما أن الكثير من الناس قد بدأ في إنكار الذات وتقديم المساعدة بأقصى ما يستطيع، فإن العرق البشري قد بدأ يدرك ببطيء ولكن بيقين التأثير الإيجابي لثقافة الوعي الجماعي.

“ثريا جوزي” مدير تطوير الأعمال بشركة “بيرل تري” المتخصصة في توزيع منتجات الجمال الطبيعية والصحة والماركات التي تناسب أسلوب الحياة، قامت بتخفيض أسعار المنتجات إلى النصف، كما عرضت تسليم تلك المنتجات مجانًا لدعم جهود الحفاظ على الصحة.

وتفسر ثريا جوزي ذلك الأمر بقولها: “لا يوجد علاج لفيروس كورونا (كوفيد-19) ولا يوجد سبيل إلى الخلاص سوى الوقاية من المرض، والمشكلة تكمن في أننا لو لم نحصل على قسط كاف من النوم أو إذا ما فشلنا في تقليل مستويات الضغط العصبي فنحن بذلك نضغط على الجهاز المناعي، نحن نحتاج لهذا الهدوء وتلك السعادة كي نشعر بالتوازن”.

والواقع أن ماركات المنتجات الخالية من المواد الكيميائية التي توفرها مثل “سوداشي” ونيوم” تلبي تلك الاحتياجات التي تفرضها العناية بالصحة.

وتضيف ثريا جوزي: “نحن نريد مشاركة تلك الفكرة وجعلها سهلة الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس، وذلك لأننا جميعًا في قارب واحد، نحن نريد للناس أن يشعروا أنهم بأمان ولن نستطيع الخروج من تلك الأزمة إلا سويًا. إن الإكثار من تعرُض اليدين للمطهرات والمواد الكيميائية لن يأت بنتائج جيدة، لذا نحن نحاول تقديم منتجات نظيفة نحقق بها تلك المعادلة وفي ذات الوقت نقضي على مسألة الضغط العصبي”.    

 ورواد مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمون منصاتهم من أجل نشر الخير أيضًا، وهناك دينا زهران وهي فلسطينية تعيش في دبي وأم لطفلين تبلُغ من العمر 32 عامًا، وقد اعتادت على استخدام صفحتها على إنستجرام لنشر الطاقة الإيجابية بشكل يومي بين متابعيها البالغ عددهم 105 ألف شخص.

وهي تقوم أيضًا بنشر الأنشطة المختلفة التي تقوم بها مع أطفالها من أجل تقديم أفكار مبتكرة للأمهات.

وتفسر ذلك الأمر بقولها: “أتمنى أن أنجح من خلال اعمالي في تقديم الإلهام لشخص ما كي يفعل أشياء تجعل الناس سعداء وأن يصبحوا أكثر إيجابية في مواجهة الموقف، والأمر يتعلق بالارتباط بالمكان، فدروس التأسيس للأطفال التي تتبعها النقاشات الإيجابية وأنشطة الأطفال، كل تلك الأشياء تعُد انعكاس لحياتي في الوقت الراهن، وأعتقد أن غالبية البشر يستطيعون العثور على شيء يرتبطون به”.

وهي تعتقد أن متابعيها رحبوا بفكرتها حول “الحصول على استراحة من الأخبار” وأدركوا ان ما ترمي إليه هو التخفيف من الحالة المزاجية لديهم، حتى ولو كان هذا الأمر لدقيقة واحدة فقط.

 وتضيف دينا: “إنه أمر أساسي للغاية أن يبدأ الناس مساعدة بعضهم البعض بمختلف الأساليب خلال الوقت الراهن، وأحد أهم الدروس التي تعلمناها من هذا الموقف هو أننا جميعًا في قارب واحد ولا سبيل للخلاص سوى أن نتحد ونعمل سويًا. وسواء تعلّق الأمر بمساعدة شخص ان يشعر بالسعادة أو نصيحة يحصل عليها شخص ما تتعلق بقطاع الخدمات الذي يعاني خلال الوقت الحالي، فمن المهم أن ينتبه كل من للآخر ويهتم به، لأنه وبنهاية اليوم فإن التواصل الإنساني والإحساس بالانتماء للمجتمع هو ما يجعلنا نشعر بالقوة”.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.