القاسمي

رائد الفكر ماجد القاسمي ورغبته في تغيير نظرة الشرق الأوسط إلى الطعام

 كل ما يصبو إليه ماجد القاسمي هو إحداث ثورة غذائية في الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء الشرق الأوسط.

 يعمل القاسمي  كأخصائي في شؤون البيئة،  ويهتم بالمحافظة عليها، كما أنه رجل أعمال، وطبيب بيطري  متمرس، ويشغل الآن منصب استشاري لدى وزارة التغير المناخي والبيئة، ويهدف إلى مساعدة المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة على فهم أهمية كل من الغذاء المحلي، والإنتاج  الغذائي الزراعي المناسب – والحد من هدر الغذاء.

ويقول “القاسمي”، ذو الـ37 عامًا، لـموقع “Livehealthy.ae”: “أعتقد أنه لا توجد طريقة واحدة لزراعة المحاصيل الغذائية– ولاسيما في هذه المنطقة – ولكن فيما يتعلق باستهلاك الغذاء الصحي، فأنا أؤمن بـأهمية التواجد بالقرب من مصدر الغذاء، وأعتقد أنه كلما عرف الإنسان مصدر طعامه، كان الطعام أفضل. ويمكننا جميعًا توفير أغذية أكثر ملائمة وتمنح الجسد المزيد من القوة والصحة من خلال معرفة مصدر الغذاء الموجود في طبق الطعام الذي تتناوله”.

هناك تداعيات أوسع نطاقًا أيضًا، ويعتقد القاسمي أن الأمن الغذائي والزراعة المستدامة ليست من الأولويات العالمية فحسب، بل هي أيضًا من المجالات التي يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون رائدة فيها.

ويقول القاسمي”، “نحن كدولة، نعتمد بشكل كبير في استهلاكنا للغذاء على البضائع المستوردة، حيث نستورد ما بين “90-95″%. ونظرًا لظروفنا البيئية الهشة، ،  يفترض العامة أنه لا يمكننا زراعة أي شيء بأنفسنا، ورغم ذلك، فلدينا قطاع زراعي ناشئ وقوي.

 

food production
ماجد القاسمي

وكما قال الشيخ زايد نفسه: “أعطني زراعة، أضمن لك حضارة”. ترتبط الكثير من  القضايا بالغذاء، سواء كانت قضايا سياسية أو اقتصادية. ولطالما كان الغذاء عماد المجتمع، وأحد أساسيات الحياة”.

بزغ حب “القاسمي” لعلم الأحياء عندما كان في الصف الثالث ورأى رسمًا بيانيًا يوضح السلسلة الغذائية في المجتمع البيئي.

وأصبح مفتونًا بعلم الأحياء بعدما علم أن النباتات تنتج الطاقة، والتي تنتقل بعد ذلك إلى الكائنات الحية الأرقى، بما في ذلك الحيوانات  العاشبة والحيوانات آكلة اللحوم.

ويقول “القاسمي”، “كان ذلك أمرًا مُلهمًا لي في هذا السن المبكر، “حيث كانت بمثابة لمحة موجزة عن الطريقة التي تسير بها الحياة على هذا الكوكب، وكنت مُولعًا منذ شبابي  بهذا الأمر – وبعلم الأحياء بشكل عام.

كان ماجد  يدرس العلاج الطبيعي عندما قضى فصلاً من فصول الصيف يكتسب خبرة عملية في مختبر أبحاث الطب البيطري المركزي في دبي. ويرجع الفضل لمعلم القاسمي في هذا المعمل، الجراح البيطري الرائد وأخصائي الجِمال الدكتور “أولريش فيرنيري”، في اقتراحه على امتهان الطب البيطري.

ويقول “ماجد”: “لم أفكر أبدًا في دراسة الطب، لكنني استجمعت شجاعتي وأقدمت على هذا الأمر”.

وبعد استكمال المستويات “أ” المطلوبة بجامعة أكسفورد ،  تأهل “القاسمي” كدكتور في  الطب البيطري بجامعة سانت استفان في بودابست، المجر – وهو ثاني إماراتي ينال شهادة  الدكتوراه في ذلك الوقت”.

ويتذكر “القاسمي”: “عدت إلى بلدي وفي جعبتي الكثير لأقدمه وأساهم به في القطاع الزراعي”.

وبدأ “القاسمي” حياته المهنية طبيب بيطري مساعد في حديقة حيوان العين، واستعان “القاسمي” بوسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول  أهمية العمل البيطري. واستمر “القاسمي” في دعم التعليم البيطري والتوعية به، من خلال مخاطبة العامة، وتقديم المشورة للمناهج الجامعية والتدريس – وتدريب  أول دفعة من طلاب الطب البيطري الإماراتيين.

“أردت حقًا أن أخبر الناس عن كل ما يتعلق بعالم رعاية الحيوان والطب البيطري”

وبعد 18 شهرًا من العمل في حديقة حيوان العين، ارتقى “القاسمي” إلى منصب مدير في وكالة البيئة – أبوظبي، وتولى الإشراف على أنشطة التنوع البيولوجي البري والمحافظة على البيئة، ومسؤولية ملف التنوع البيولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وهناك، أسس “القاسمي” أول مناطق اجتذاب السياحة البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقاد مبادرة لإعادة إدخال الحيوانات المعرضة للانقراض إلى البرية، بما في ذلك المها العربية  ومها أبو حراب.

وخلال تلك السنوات الأولى في حياته المهنية، وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة خططًا  لتنمية بعض القطاعات مثل التجارة والخدمات للوجستية. وكان الإنتاج الزراعي والغذائي لا يزال مجالاً  ناشئًا، بينما علم القاسمي أنه أحد المجالات التي ستشهد نموًا. وفي وظيفته التالية، بصفته مساعدًا لأمين قطاع تنوع الأغذية بوزارة تغير المناخ والبيئة، أصبح “القاسمي” مسؤولاً عن قطاع الأغذية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونظرًا لأن حكومات العالم تسعى جاهدة للتغلب على الآثار المدمرة المحتملة لتغير المناخ، والتأثير الضار على المحاصيل والماشية والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، فهناك تداعيات عالمية وخطيرة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي يجب مراعاتها، والمتمثلة في انخفاض الدخل، وتقلص سبل العيش، وتعطل التجارة والآثار الضارة بالصحة.

ويقول “القاسمي”، ورغم ذلك، هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها الآن، داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وفي جميع أنحاء المنطقة، لمعالجة هذا الوضع.

ويوضح قائلاً: “إن إنشاء أنظمتنا الزراعية المستدامة يوفر قدراً أكبر من المرونة  للنظم الاقتصادية. ولدينا الكثير من الموارد للاستفادة منها، لأننا نسعى للتنوع بعيدًا عن النفط، و في الشرق الأوسط – باعتباره  من أكبر النظم الاقتصادية الإقليمية التي تحقق نموًا ، فهناك فرصة حقيقة لإنتاج الغذاء.

ويعتقد “القاسمي” أنه ينبغي على المنطقة أن تحتضن بيئتها، وأن تتعلم كيفية استخدام التكنولوجيا لتطوير إنتاج الغذاء في الظروف القاسية.

ويقول “القاسمي”، “نُدرك جيدًا التداعيات العالمية لتغير المناخ والأمن الغذائي إذا لم نُحقق أهدافنا (الانبعاثات)، وسنحتاج إلى مضاعفة حجم الإنتاج الغذائي في البيئات القاسية، وإلى كيفية عمل ذلك خلال السنوات العشر المقبلة،  ومن ثم نستطيع تصدير هذه المعرفة ومساعدة تلك البلدان التي تعاني من ندرة الغذاء”.

وفي أحد السيناريوهات، يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة تصدير أنواع الفواكه والخضروات التي طورتها لتنمو في البيئة الجافة وفي درجات الحرارة المرتفعة.

ويقول القاسمي: ” والدولة التي يمكنها تحقيق هذه المعادلة خلال العشر سنوات المقبلة، ستكون رائدة في قطاع الأغذية في العقود المقبلة. “وأعتقد أن دولة الإمارات يمكنها ذلك.”

كما يسعى “القاسمي” إلى تحقيق الهدف الأكبر.

ويقول “القاسمي” :”أود أن يتسع نطاق عملي ليشمل الصعيد العالمي، لأتمكن من المساهمة في الأمن الغذائي، حيث أرى الكثير من الدلالات وأريد الربط بينها، لأن الأمر سيكون مجدٍ للغاية”.

وبعيدًا عن عمله اليومي لدى وزارة التغير المناخي والبيئة، ، يمتلك “القاسمي” شركة ناشئة في منطقة سريعة النمو ” تسمى شركة “فينيال ميديا: لإنتاج البودكاست”.  حيث يقضي “القاسمي” بعض الوقت مع أسرته، وهو مولع بقرع الطبول، وليس من المستغرب أن يكون محبًا للبستنة. ويُشارك “القاسمي” فوائد هوايته – ونظام الاعتقاد الخاص به- مع” “10,000” متابع على الإنستجرام.

ويقول “القاسمي”، “إنه لأمر مُجزي أن تجني أولى ثمار زرعك – حيث شعرت حينها بأنني ملك العالم”. “ويمنحك هذا الشعور منظورًا مختلفًا عند طلب الطعام أو تناوله، لأنك تعلم ما يفعله المزارعون لتوفير هذا الطعام ووضعه في طبق الطعام”.

ويهدف إلى الاستعانة بالكلمة لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لتبديد الأساطير التي تفيد بأن هذه المنطقة في العالم، بمناخها الجاف، لا يمكنها إنتاج الغذاء، وتشجيع الآخرين على التوقف عن التسليم بكل ما يأكلونه”

ويقول القاسمي: “أريد التوضيح بأننا في حاجة إلى تقدير الطعام الذي نملكه، والحصص التي نأكلها”. “وعندما كنت أقطف الفجل والكزبرة من حديقتي – كان ذلك حصيلة “50” يومًا من العمل. يرى الناس الطعام في أي مطعم، ولا يقدرون البتة جهد المزارعين في زراعة الغذاء الموجود أمامهم وتنميته. وهذا ما أردت توضيحه – لذلك أعرض قيمة الطعام، وأؤكد مجددًا على هذه الدورة الغذائية”.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.