Deepak Chopra in Abu Dhabi

ديباك شوبرا: “تشهد الإمارات تقدّما كبيرا يفوق أي مكان آخر”

هناك رسالة من ديباك شوبرا لقرّاء مجلة livehealthy.ae: مستقبل رفاهية الشرق الأوسط يكمن في قدرة شباب المنطقة على أن يبقى متفتحًا ومحبًا للاطلاع.

وقال شوبرا خلال مقابلة جرت على هامش قمة الشرق الأوسط وأفريقيا في أبو ظبي الثلاثاء :”بالنسبة للجيل المعاصر لي فإن الأوان قد فات،وقيادة المستقبل، وأطفال اليوم هم مختلفون تمامًا، وهؤلاء لا تؤثر فيهم الاحتياجات الشخصية بسهولة، وهُم حقًا يريدون صنع شيئًا مختلفًا داخل هذا العالم“.

وقال مدير معهد شوبرا الذي وُلِد في نيودلهي إن هناك تحديًا آخر يواجه جيل الألفية الثانية في منطقة تعج بالمشكلات السياسية والبيئية، وهو كيفية السعي للاستمرار في حب الاستطلاع والمغامرة والشغف والتعلُم طوال العمر – بدلًا من ترك الأعمال المثالية لهؤلاء تتآكل بفعل مرور السنوات.

وقال شوبرا وهو مبتسم :”يقولون إن الناس لا يدخلون مرحلة الشيخوخة إلأا إذا اقتنعوا بأنهم قد بلغوها”.

وقد شهد الأب الروحي الذي يبلغ من العمر 73 عامًا، شهد وضع أجندة وتطور الوعي في منطقة الشرق الأوسط، من دبي وأبو ظبي إلى الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية.

وأضاف شوبرا :”لقد باتت الإمارات مركزًا دوليًا للكثير من الناس، لذا فهي نموذجًا مصغرًا للعالم اليوم بكل ما فيها من المغتربين أو المواطنين، وقد أتيت للإمارات منذ سنوات طويلة، وهي تشهد تقدُمًا أسرع من أي مكان آخر على مستوى العالم“.

وخلال حديثه عن رفاهية المستقبل والتكنولوجيا خلال القمة التي قام بتنظيمها معهد ميلكن، تحدّث شوبرا عن حاجة الإنسان للتأقلُم مع الظروف الاجتماعية والعلمية كي نفهم بشكل واقعي حقيقة كل منا”.

وقد أشار شوبرا إلى أعمدة الرفاهية السبعة الخاصة به وهي النوم والتأمُل والحركة والعواطف والتغذية والتأسيس والوعي الذاتي، وتوقّع شوبرا أشياء طيبة بالنسبة لمستقبل الرفاهية، وأن تلك العملية ستصبح أكثر شخصنة وقبول لمسألة التنبؤ والمشاركة وأن تكون عملية موجهة.

وقال شوبرا: “هناك فقط 5% من التغيرات الوراثية المرتبطة بالأمراض التي تتوغل وتضمن انتشار المرض، و95% من الأمراض المزمنة تتأثر بعوامل البيئة بما فيها البيئة النفسية والعلاقات بين الأفراد، والمعروف أن الاكتئاب من الدرجة المنخفضة والقلق والالتهابات المزمنة هي أشياء يعاني منها مُعظم الناس قبل عشرات السنين من اكتشاف الأمراض المزمنة“.

وأضاف: “على مدار السنوات العشر القادمة سيكون كل من الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والتعلُم الآلي المعقد وعِلم التخلق (عِلم ما فوق الجينات) والمرونة العصبية، سوف تقود جميعها إلى أشكال جديدة من الوقاية والعلاج“.

وسوف يكون ذلك ممكنًا عبر التأثير في الأنشطة البيولوجية والتنظيم الذاتي والتوازن والترابط بين العلوم والمشاعر والرفاهية الاجتماعية والذكاء الروحي.

ويقول شوبرا إن أحد الدراسات العلمية التي جرت في المعهد الخاص به كانت تلك التي تعتمد على المزج بين الجينات المسؤولة عن التنظيم الذاتي قبل أسبوع واحد وبعد أسبوع من تراجُع مسألة التأمل.

والواقع أن الجينات المسؤولة عن التنظيم الذاتي تنمو بصورة متسارعة، وبعضها بنمو بسرعة تبلُغ 70 ضعفًا، بينما تم تقليل عملية الالتهابات بصورة كبيرة، وضرب شوبرا مثالًا بالأعمال التي أشارت إلى أن، الريجيم النباتي الذي يعتمد بشكل هائل على التنوع يعُد الطريقة الأكثر فاعلية لتشكيل الجينات الخاصة بنا.

وقام المعهد بإجراء دراسة أخرى بعنوان مبادرة التحول البيولوجي ذاتي التوجيه وعلاقته بالرفاهية، وهي معنية بدراسة دور التعلُم المُركّز لفترة قصيرة في ما يخص الوعي الذاتي والوعي الجسدي والتواصل.

وأشار شوبرا إلى أن :”ذلك يوضح بشكل كبير أنه حين يكون لديك تجارب غير مزدوجة، وحين تشعر أنك على تواصل مع جميع المحيطين بك فسوف يؤدي ذلك في تغيير بالجينات ذاتها، واللافت للنظر هو أنه لا يوجد هناك من جين يستطيع النمو ويسبب الشيخوخة، لذا فإن الناس لا يموتون بسبب التقدم في العمر بل يموتون بسبب الأمراض المزمنة“.

وربما يكون الناس ناجحون اقتصاديًا ويعيشون حياة اجتماعية رائعة ويتمتعون بالصحة البدنية، لكنهم يشعرون بالخوف والغضب والحقد والاكتئاب والذنب والخجل، وتلك المشاعر مرتبطة بالالتهابات كما أنها تحد من قدرة الجسد على إجراء عملية التنظيم الذاتي.

ويشير شوبرا إلى أن:”الخلود الحقيقي يكمن في أن تمر بتجربة مرور الأيام دون أن تشعر بها، وكل تجربة وكذا الأنشطة الخاصة بالإدراك تكمن في الوقت، لكن في وسط تلك العملية يوجد الوعي الذي يعمل على تغيير ذاته بوصفه نشاطًا متصلًا بالإدراك. وداخل الأفكار والمدركات والعواطف والصور والأحاسيس التي تمر بها يكون هناك الوعي، ودون هذا الوعي لن تكون هناك تجربة“.

وتحدّث شوبرا عن مقدرة الإنسان على اختيار التحول من تجربة إلى أخرى وبحيث يكون الوعي منفصلًا عنها.

وقال إن :”الشيخوخة هي بمثابة التمثيل الغذائي الخاص بالوقت، ونحن نتفاعل مع كل تجربة ونعتقد أنها تتصل بالجسم و العقل و العالم الخارجي، لكن الواقع أن ما تواجهه هو التجربة والتفسيرات الخاصة بها“.

ويفسر شوبرا هذا الأمر بقوله :”سوف تجد مصطلح ما وراء المعرفة بمثابة مفهوم يوجد في المؤلفات العلمية يتضمن وعيك بتجربة في الوقت الحالي تشمل التوقع والندم والمقاومة“.

ويشرح ذلك بقوله :”حينها ستدخل في مرحلة يُطلق عليها التدفق، وغالبًا ما يأتي ذكرها عبر الرياضيين في لحظات الوصول للقمة، والوقت يتدفق بشدة، حتى أنها أحيانًا يتوقف ويبدو أنه قد اختفى، وحينها ستمر بتجربة أن ترى جسدك وعقلك والعالم المحيط بك من خلال تجربة موحدة، وغالبية التجارب تتجه نحو الحب والتعاطف والسرور والاتزان، وتلك التجربة هي مفتاح محاربة الشيخوخة“.

وإذا ما نظرنا إلى المستقبل، سنجد أن الأشياء جميعها لديها القدرة على الاختراق الكيميائي والبيولوجي حيث يمكن حينها قياس جميع التحركات الصادرة عنا، بدءًا من حركة العينين والتنفس إلى تقلبات معدل ضربات القلب وتنظيم ضغط الدم والأحلام أثناء النوم وعمليات الجهاز الهضمي.

ويضيف شوبرا: “لا توجد هناك تجربة واحدة لا يمكن تسجيلها عبر المخ أو قياسها عبر الجسد، وجميع التجارب يمكن قياسها، والتجربة الحقيقية هي تلك التي يمكن لها التفاعل مع العقل والجسد“.

ويعمل معهد شوبرا على الوصول لحلول حسابية جديدة، وذلك عبر الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي الذان يعملان على الربط بين الرفاهية والقياسات الواقعية، وقريبًا لن يكون شوبرا بحاجة للسفر من أجل توصيل الرسالة التي يأمل أن يكون لها صدى بعد رحيله.

ويفسر شوبرا ذلك بقوله: “تلك مجرد بداية، ومبادرة ديباك شوبرا الرقمية ستكون متوفرة قريبًا من خلال صور ثلاثية الأبعاد تظهر في عدة أماكن في ذات الوقت، وسوف يكون بمقدورها الدخول إلى أي مكتبة على مستوى العالم تتعلق بالتنظيم الحيوي، والأمر له علاقة بجميع كتبي ومقالاتي، كما سيتم تقديم استشارات خاصة بتجارب أخرى ويومًا ما ستطال تلك التجربة أحفاد أحفادي، تلك هي الاستمرارية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.