Nawar Sourij psychotherapy for Arabs

تجاوز وصمة العار في المجتمعات العربية مع العلاج النفسي

نوار سوريج هي أخصائية علاج نفسي ومدربة حياة مقيمة في المملكة المتحدة ، وقد انضمت إلى The Livehealthy Podcast (باللغة العربية) في وقت سابق من هذا العام للحديث عن عملها ، وكيف أن التعلم عن علم الأحياء والعلاج النفسي بشكل وكيف يمكن أن يكون ذا قيمة لحياتك، كما تناقش العلاج النفسي في المنطقة العربية ، والتعامل مع الصد ووصمة العار في مجتمعاتنا العربية.

 

درست نوار علم الأعصاب والعلاج النفسي المتكامل في جامعة ليدز وجامعة برمنغهام. قررت أن تتخصص في العلاج النفسي المتكامل بعد أن ساعدت تجربتها الشخصية بالعلاج النفسي أثناء طلاقها ، وهي تقدم الآن خدماتها في جميع أنحاء العالم ، وكذلك المنطقة العربية.

 

تقدم نوار الدعم والعلاج النفسي لضحايا الاعتداء الجنسي في المملكة المتحدة ، كما تقدم العلاج باللغة العربية. ذكرت أنه بينما يفضل معظم عملائها العرب معالجًا من خلفية عربية ، فإنهم يفضلون التواصل باللغة الإنجليزية.

 

تقوم بعملها على موقع برايت شيفت، أحد منصات العلاج المتعددة اللغات القليلة عبر الإنترنت في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. يدعم برايت شيفت برامج الصحة العقلية والعافية للشركات والموظفين ، ويقدم جلسات ودروس علاجية للأفراد بالإضافة إلى دروس اليقظة والتأمل ، وغيرها من الخدمات التي يتم تقديمها عبر الإنترنت من قبل معالجين محترفين ومرخصين يهتمون بصحتك العقلية والعاطفية.

 

هل تختلف المشاكل أو الصعوبات النفسية التي يواجهها العملاء العرب عن المناطق الأخرى؟

قد يكون الاختلاف في طبيعة جذور المشكلات النفسية (مثل الإهمال العاطفي في الطفولة ، والتعلق غير الصحي بالوالدين، والصدمات النفسية المختلفة) وطبيعة التعامل مع تلك المشاكل.

 

بالنسبة للعرب أو المسلمين هناك مقاومة للعلاج ، مثل الاختلاف في بعض المفاهيم ، فهم يعتقدون أن سبب المشاكل النفسية قد يكون بسبب ضعف الإيمان ، وكمسلم يجب أن يكون إيمانه قوياً ، وهناك أيضاً بعض اعتقاد خاطئ بأن العميل سيصاب بهشاشة نفسية إذا ذهب للعلاج النفسي وينتج عن ذلك جلد الذات.

 

فيما يتعلق بالتخلص من الغضب تجاه الوالدين ، فقد يعاني بعض العملاء من مقاومة شديدة خوفًا من التعرض لغضب الوالدين أو الخوف من التانيب الذي قد يتعرضون له ، وقد يجعلنا ذلك نصل إلى مرحلة علاج لا يمكن التقدم فيها. حيث يجب علينا من خلال خطة العلاج الوصول إلى جذور المشكلة من خلال التعمق في مرحلة معينة من الطفولة للتخلص من تلك الجذور. لأن هؤلاء المرضى شعروا بالذنب تجاه والديهم ، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير العلاج. كما يعتقد بعض المرضى أنهم إذا تحدثوا عن والديهم ومعاناتهم معهم ، فهذا أمر قد يسيء إلى والديهم ويمكن اعتباره ممنوعًا أو نوعًا من عقوق الوالدين.

 

كيف تتعاملون مع تلك الحالات؟

نقوم أولاً بتوجيههم بأنه لكي نصل للعلاج يجب تخطي تلك المرحلة، وتوضيح بعض الأمور لهم بأن الإسلام دين عادل وكما يوجد عقوق والدين هناك ما يقابله ما يسمى بعقوق الأبناء.

 

ونقوم بإيضاح أنهم هنا في مكان آمن حيث يستطيعون الإفصاح عن كل ما يجول بخاطرهم أو يشعرون به، وأنهم يستطيعون التحدث بحرية، وأن المريض موجود هنا للعلاج وليس لإلقاء أصابع اللوم أو الاتهام على أحدهم.

 

وأن مرحلة الإفصاح أو التحدث هي جزء من خطة العلاج فهي تساعد على تخطي مرحلة الغضب والتخلص منه، ويجب التحدث لمعرفة الأسباب وتجاوز مرحلة الغضب بحيث لا نستمر بقمع وكبت تلك المشاعر حتى لا تسوء الأمور أكثر.

 

وأن وجود مساحة آمنة للحديث عن مشاعرنا قد يساعدنا على الشفاء والتخلص من هذا الغضب وبالتالي الوصول إلى مرحلة التعاطف والرحمة الأبوية.

 

فالغضب الداخلي الذي لا يتم تسريحه أو التعبير عنه سيبقى حبيساً داخل المريض وبالتالي ستتدهور العلاقة مع الوالدين بشكل أكبر.

 

فالتعبير عن الغضب وأسبابه والافصاح عما قد يكون عانى منه في صغره من والديه قد يجعلنا نصل لمرحلة للإيضاح للمريض بأنه قد يكون والديه قد عانوا من بعض المشاكل في طفولتهم، مما جعلهم يسيئون إلى أطفالهم دون وعي.

 

وبالتالي يمكن أن نصل لمرحلة المغفرة والرحمة وبدء مرحلة جديدة من التعاطف والتسامح وإصلاح العلاقة بينهم، وحتى لا تستمر معاناة المريض من تلك المشاعر وبالتالي ينقلها لأولاده مستقبلاً.

 

والاختلاف الثاني الرجولية المتفردة أو العلاقات السامة أو كما تسمى (الفردية)، فمن المنظور الإسلامي كل مخطئ له جزاءه فلا يحاسب شخص على خطأ شخص آخر بغض النظر عن العلاقة التي تربطه به.

 

وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي توضح ذلك، لكن للأسف في المجتمعات الغربية يتم تطبيق ذلك لكن في الدول العربية والإسلامية قد لا يتم تطبيقه.

 

مثال على ذلك: في حال كان المريض ضحية تحرش من أحد أفراد أسرته، ففي المجتمعات الغربية الضحية يتكلم ويفصح عن ذلك ويكمل حياته الطبيعية والاجتماعية دون خجل لكن في حالة كانت تلك المشكلة في أحد المجتمعات العربية، فإن الضحية قد تتأزم حالته ويستمر بالمعاناة بالإضافة إلى وصمة العار التي قد يشعر بها هو وعائلته وحتى القبيلة بأكملها على الرغم من أنه ضحية ولا ذنب له.

فقد كان لدي إحدى المرضى الغربيين التي تعرضت أختها للتحرش الجنسي من والدها، وقد نال جزاءه بالسجن، فهي قامت بالتوجه للقانون وأكملت حياتها العملية والخاصة دون حرج أو خجل. فتلك المجتمعات تقوم بتطبيق قانون الفردية.

 

 

كيف يمكن للمجتمعات العربية والإسلامية التغلب على مثل هذه القضايا أو المشاكل؟

حالياً هناك الكثير من الوعي في المجتمعات العربية كما يمكن تجاوز تلك المشاكل بزيادة التثقيف والتوعية.

 

في حال تعرض بعض المرضى للرفض وعدم القبول من أهلهم أو مجتمعهم ، ما هي نصيحتكم؟

قد لا تكون مسؤولاً عن الموقف الذي وصلت إليه ، ولست سبب ما تعاني منه ، لكنك مسؤول عن علاجك ويجب أن تحفز نفسك للخروج من تلك الأزمة النفسية التي تعاني منها ، و التغلب على هذه الوصمة بالدبلوماسية ، يمكن تغيير الأسماء من معالج نفسي إلى مدرب حياة أو مستشار نفسي أو مستشار اجتماعي ، أي اللغة التي يفهمها المجتمع يمكن استخدامها دون خوف.

 

ما نصيحتك للأهالي الذين يرفضون العلاج النفسي وينصحون أولادهم بالتوجه للصلاة لتخطي وتجاوز ما يعانون منه؟

أخبر هؤلاء الأهالي بحال شعر أولادكم بألم في المعدة أو القلب ستقومون باللجوء للطبيب ومن ثم تلجئون للعلاج الروحاني، وكذلك يجب اللجوء للعلاج النفسي في حال التعرض لصدمات نفسية لأنها قد تؤدي لاحقاً إلى أمراض جسدية بالإضافة إلى العلاج الروحاني والدعاء. فالعلاج النفسي موجود منذ العصور القديمة وهناك الكثير من الأدلة والدراسات حول ذلك.

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.