sugary drinks

السكر يوجد به سم

يا له من مذاق رائع أليس كذلك: في الأول من ديسمبر قامت حكومة الإمارات العربية المتحدة بتطبيق أول ضريبة من نوعها في تاريخ البلاد على المشروبات التي تحتوي على سكريات. وفي الأول من يناير، سيقوم العديد من الناس مرة أخرى بتغيير عادات تناول الطعام إلى الأفضل، وهذا ما دفع مجلة livehealthy.ae لإلقاء نظرة فاحصة على الأدلة العلمية والأقاويل، التي تحدثنا عن أن السكر الذي نحب تناوله له تأثير ضار على صحتنا.

ومهما تكن طريقة تفكيرك حول إسهام مشروب كوكا كولا في مشكلة البدانة على مستوى العالم؛ فقد تعاملت الشركة مع تلك المسألة وفقًا لمنظور مسؤولي الصحة العامة في كل مكان، وهو أن تلك المشكلة ضخمة للغاية، لذا فإنك يجب أن تُعجب بالجرأة التي يتمتع بها عملاق المشروبات على مستوى العالم.

وحتى لو قامت السلطات على مستوى العالم من المكسيك وحتى الشرق الأوسط، بالإقدام على خطوات صارمة، لتقليل كميات الإضافات السكرية التي نستهلكها في الطعام والشراب، فإن الشركة التي تنتشر في نصف دول العالم، والتي تعتمد على نكهتها اللذيذة الموجودة في المشروبات الغازية، ستدخل في الآونة الحالية سوق مشروبات “الطاقة” المثيرة للجدل أيضًا، وذلك عبر منتج جديد يحتوي على كميات كبيره من السكر.

ومشروب كوكا كولا للطاقة تم إطلاقه في أوربا خلال إبريل الماضي، وهو في طريقه لأسواق الشرق الأوسط.

وبشكل خاص، فإن مشروب كوكا كولا للطاقة أو “فات كوك” fat Coke، تم صنعه بمعيار معين، وهو 26 جرام من السكر لكل علبة تحتوي على 250 ملليلتر، بالإضافة إلى كمية قليلة من الكافيين، وكمية إلزامية كافية من إضافات الغرنا “الصحية”، والأكيد أن هذا المشروب لم يأمر الطبيب بتناوله، فعلبه واحدة منه تحتوي على النسبة القصوى اليومية من جرعة السكر الموصي بها بالنسبة لريجيم الشخص البالغ.

والآن يجب على كل شخص بالغ أن يدرك أن السكر حين يتم الإفراط في تناوله فإنه يسبب الضرر لنا، ومن ثم يجب على جميع الآباء والأمهات أيضًا أن يدركوا أن الإفراط في تناول أطفالهم للسكر يمثل ضررًا على صحتهم. هذا فضلًا عن الأضرار التي يسببها السكر لأسنان الصغار. والسكر يعُد بمثابة الطريق السريع للبدانة ومرض السكري وأمراض القلب.

والواقع أن هذا الأمر لا يعد مفاجأة، ففي العام 1972 قام العالِم الفسيولوجي وأخصائي التغذية البريطاني جون يودكين، بتوجيه الاتهامات للسكر من خلال كتابه المؤثِّر نقي أبيض ومميت: كيف للسكر أن يؤدي لوفاتنا وما الذي يمكن أن نفعله لإيقاف ذلك.

وقد طرح يودكين نقطتين للنقاش، الأولى هي أنه على الرغم من أن السكر يُضاف للكثير من الأطعمة والمشروبات، إلا أنه يعد عنصرًا غير ضروريًا.

وقد كتب جون يودكين قائلًا “جميع احتياجات الإنسان الغذائية يمكن الوفاء بها جميعًا، دون اللجوء لتناول ولو ملعقة واحدة من السكر الأبيض أو البني أو الخام، سواء تم استخدام السكر بمفرده أو مُضافًا لأية أطعمة أو مشروبات.

ونقطة النقاش الثانية التي طرحها يودكين تتمثّل في: “بما أنه قد تم الكشف عن جزء بسيط مما نعرفه أصلًا عن الآثار التي تنتج عن إضافة السكر للمواد الأخرى، إذن يجب التوقف فورًا عن تناول تلك المواد التي يضاف إليها السكر”.

حدث هذا منذ 47 عامًا، ومن حينها تكشّف لدينا الكثير من الأشياء المروعة حول أخطار السكر. والآن نحن لا زلنا نتناول السكر بنهم دون النظر لما يمكن أن يحدث لنا غدًا، هذا الغد الذي ربما لن يراه الكثير من ضحايا السكر التعساء.

وأحد أهم الذين هاجموا السكر والصناعة التي تقف وراءه بلا هوادة، هو البروفيسير روبرت لوستيج أستاذ طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وهو أحد كبار الخبراء على مستوى العالم في بدانة الأطفال. وقد أهدى كتابه “فات تشانس الحقيقة المخفية عن السكر والبدانة والعدوى، للأطفال “الذين لم ينعموا بالطفولة الطبيعية، هؤلاء الذين سيعانون من حياة غير إنسانية، وسيموتون مبكرًا وبصورة بطيئة.

وكما تحدّث البروفيسير لوستيج بصراحة، فإن المسألة لا تتعلّق فقط بالبدانة، فقد كتب قائلًا إن: “خطورة السكر لا تكمن في السعرات الحرارية، بل تكمن في السم الذي يحمله”.

فتناول السكر ينهك الكبد، الذي يفقد قدرته على التحول إلى عضو فعال، وبدلًا من ذلك فإن السكر يعمل على تراكم الدهون في الكبد، مما يجعل الجسم مقاومًا للأنسولين ومن ثم الإصابة بمتلازمة الأيض، ومزيج مميت من أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة والنوبات القلبية.

والواقع أن داء السكري من النوع 2 يعد بمثابة عدوى خبيثة، حيث تنمو بصورة غير ملحوظة، ومن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعمى والفشل الكلوي وأمراض القلب والسكتة الدماغية، حتى أن الأمر من الممكن أن يصل إلى بتر الأطراف السفلية. وتلك معضلة عالمية، وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 قد زاد من 108 مليون شخص في العام 1980 ليصل إلى أكثر من 422 مليون شخص في العام 2015، وهو ما يعادل 8.5% من تعداد سكان العالم.

 

والأرقام تشير إلى الأسوأ فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، وفي مارس القادم سيقوم الاتحاد الدولي للسكري بعقد المؤتمر السنوي السادس بعنوان داء السكري ورمضان على مستوى العالم، ويعقد المؤتمر في لندن. ووفقًا للاتحاد الدولي للسكري، هناك أكثر من 35 مليون شخص بالغ على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مصابون بالمرض، وهي نسبة صادمة تعادل 9.2% من مجموع الأشخاص البالغين بالمنطقة، ويقول الاتحاد الدولي للسكري، إنه إذا ما استمر الأمر على هذا المنوال، سيصبح 11.8% من السكان مصابون بالعدوى في تلك المنطقة بحلول العام 2045.

وفي دول الخليج الثرية، حيث تغيّر نمط الحياة بصورة بالغة على مدار العقود الأخيرة، فإن تلك النسبة ترتفع بصورة شديدة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد نبراسًا لباقي دول مجلس التعاون الخليجي فيما يخص الصحة العامة، فإن حوالي 20% من السكان هناك مصابون بداء السكري.

والسكري يمضي جنبًا إلى جنب مع البدانة، ومرة أخرى نؤكد على أن تلك تعد معضلة أساسية في منطقة الخليج. وفي الإمارات العربية المتحدة، حيث تم اكتشاف إصابة 14% من طلاب إمارة أبو ظبي بالبدانة خلال العام 2014، فإن الأجندة الوطنية تهدف إلى تقليل نسبة البدانة بين الأطفال لتصل إلى 12% بحلول العام 2021، لكنها بالطبع ليست مهمة سهلة.

ومنظمة الصحة العالمية لديها وصفة طبية بسيطة لتقليل وباء البدانة، “تقليل الحصول على الطاقة عبر الدهون والسكريات وممارسة الأنشطة الجسمانية بانتظام”، لكن على أي حال، بالنسبة لتلك الدول الغنية، حيث تقتصر الحياة أغلب العام على المولات التجارية التي يوجد بها مغريات الطعام، فإن ذلك الأمر يبدو بعيد المنال.

 

ولا يجب توجيه أصابع الاتهام للمشروبات الغازية فقط، والأكيد هو أن إضافات السكر موجودة في كل مكان، فخلال رحلة إلى المول يتناول الشخص المشروبات الغازية وساندوتش كبير الحجم من ماكدونالدز، واللبن المخفوق مع الفراولة وفطيرة التفاح، تلك الأطعمة تمثل 92.5 جرام من السكر تدخل الجسم، أو ما يوازي 23 ملعقة صغيرة من السكر.

والنسبة اليومية الموصى بها من السكر للشخص البالغ العادي تبلُغ 90 جرامًا، وذلك يشمل السكر الموجود في المنتجات الطبيعية مثل الألبان والفواكه. هذا فضلًا عن إرشادات التغذية الصادرة عن الجهات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، التي توصي بألا يستهلك الشخص البالغ أكثر من 30 جرامًا من السكر “الحر” يوميًا.

وبمعنى آخر، فإن تلك الرحلة الوحيدة إلى ماكدونالدز، جعلتك تستهلك ما يوازي يومًا ونصف من حصة السكر “المخصصة” لك.

وبمعزل عن مسألة الوجبات الخفيفة، فقد كشفت الأبحاث عن أننا نحصل على غالبية كميات السكر الغير ضرورية عبر المشروبات الغازية. وفي الولايات المتحدة، فإن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا، يحصلون على 18% من السعرات الحرارية اليومية عبر الإضافات السكرية، وتلك النسبة كما تأتي عبر المشروبات الغازية، فإنها تأتي عبر الوجبات الخفيفة والحلوى والآيس كريم… إلخ.

وفي الإمارات العربية المتحدة، ووفقًا للبيانات التي تم جمعها العام الماضي من عدد من المصادر الدولية، فإن كل شخص يستهلك 214 كجم من السكر سنويًا، والمذهل أن تلك القيمة تعادل 147 ملعقة من السكر يوميًا.

ويعد تأثير السكر على الرعاية الصحية فيما يتعلق بالإصابة بالسكري والبدانة مثل القنبلة الموقوتة، فالسكر لا زال يملك في جعبته مفاجآت غير سارة لنا.

وقد أثبت بحث جديد وجود علاقة تثير القلق بين السكر ومرض السرطان، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يعتبرون في نطاق الخطر المتصاعد، مثل المصابون بالبدانة والسكري من نوع 2 المتطور.

والدليل على تلك العملية، كشف عنه باحثون بمركز ماير للسرطان التابع لكلية طب وايل كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد صرّح قائد فريق الباحثين البروفيسور لويس كانتلي مؤخرًا بأن :”بينما نتعلم كل اليوم المزيد عن دور التمثيل الغذائي في محاربة السرطان، فإننا ندرك أن كل نوع من السرطان يعود إلى أسباب محددة، ووجدنا أن القاسم المشترك المسبب للعديد من أنواع السرطان هو السكر”.

وبمعنى آخر، فإن السرطان يعد سببًا في الإصابة بأنواع السرطان دون شك.

والأمر يبدو حرفيًا كأنه لا يوجد مجال من مجالات صحة البشر لا يصيبها الضرر بسبب السكر، وقد نشرت مجلة Circulationفي شهر مارس نتائج دراسة أجريت على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وشملت الدراسة 80 ألف سيدة و37 ألف رجل، وخلصت إلى أنه بالإضافة إلى أن السكر يتسبب في البدانة والإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والسكتة الدماغية، فإن الشخص الذي يستهلك المزيد من المشروبات التي تحتوي على السكر يكون عُرضة للوفاة المبكرة لأي سبب.

ولكن يبقى السؤال: ما هي النسبة التي تعد زيادة عن الحاجة؟، وقد وجد الباحثون بكلية الصحة العامة جامعة هارفارد، أن مجرد تناول كوب إلى أربعة أكواب من المشروبات السكرية شهريًا تزيد خطر الوفاة بنسبة 1%. أما تناول من 2 إلى 6 أكواب أسبوعيًا يرفع نسبة خطر الوفاة لتصل إلى 6%، بينما تناول كوبين و أكثر يوميًا يزيد احتمال الوفاة لتصل إلى 20%.

وقد اكتشف الباحثون وجود “علاقة خاصة وقوية بين تناول المشروبات السكرية وزيادة احتمالية الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والاوعية الدموية”، وأن “تناول كوبين أو أكثر من المشروبات السكرية يوميًا يزيد احتمال الوفاة المبكرة لتصل إلى 31%، وكل مشروب يزيد عن ذلك يزيد بالتبعية احتمال الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 10%.

وتلك النتائج يجب أن تثير القلق الشديد بالنسبة لدولة مثل المملكة العربية السعودية، حيث أثبتت الدراسات أن المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر، تمثل 25% من إجمالي المشروبات التي يتناولها الشباب الصغار على مستوى المملكة.

ولا يجب عليك أن تظن أن التحول إلى العصائر المستمدة من الفاكهة يعُد حلًا شافيًا، فقد نُشِرت دراسة في مجلة الجمعية الطبية الامريكية جاما في مايو من العام 2019، وشملت أكثر من 13 ألف رجل وامرأة، 70% منهم مصابون بالبدانة، وكشفت الدراسة عن أن هؤلاء الذين يتناولون المشروبات التي تحتوي على نسبة هائلة من السكر، بما فيها العصائر الطبيعية 100% هم معرضون لخطر الوفاة بشكل كبير.

ويقول البروفيسير جين ويلش كبير الباحثين وأستاذ مساعد بكلية إيموري للطب في أتلانتا: “إن جهود تقليل استهلاك الصودا والمشروبات السكرية الأخرى يجب أن تشمل أيضًا العصائر المصنوعة من الفاكهة، وتلك الجهود يجب أن تشمل البالغين كما تشمل الاطفال أيضًا”.

وهناك مبادرات عالمية يتم الإعداد لها حاليًا تتعلّق بخفض استهلاكنا من السكر. وبعد عامين من قيام المكسيك بفرض ضريبة على المشروبات السكرية بنسبة 10%، هبطت المبيعات بنسبة وصلت إلى 9%، وقد أدّى فرض الضريبة في مدينتي بيركلي وكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى انخفاض المبيعات بشكل يشابه ما حدث في المكسيك.

وفي يناير، وفي محاولة منها لتقليل معدلات الإصابة بالسكري والبدانة، انضمت الإمارات إلى مجموعة متصاعدة من الدول التي فرضت ما يُطلق عليها “ضريبة الخطيئة” تشمل المشروبات الغازية، وقضت بفرض ضريبة باهظة تبلُغ 50% على المشروبات الغازية العادية، وتصل إلى 100% على مشروبات الطاقة.

ومن السابق لأوانه أن نقرر إذا ما كانت تلك الضريبة ستؤدي بالفعل إلى تقليل استهلاك السكر، لكن هناك ضريبة على السكر فرضتها المملكة المتحدة منذ عام، كان لها أسلوب مختلف في علاج المشكلة، وكان لها تأثير حتى قبل أن يتم تطبيقها فعليًا.

فقد قضى القانون بفرض ضريبة باهظة على المشروبات الغازية التي تحتوي على أكثر من 8 جرامات من السكر لكل 100 ملليلتر، حيث تبلُغ الضريبة 10 بنسات على كل 100 ملليلتر، أو ما يوازي درهم واحد لكل لتر، أما تلك المشروبات التي تحتوي على سكر يبلُغ من 5 إلى 8 جرامات، فستبلغ ضريبتها 18 بنسًا. وتلك الضريبة كانت الأولى من نوعها على مستوى العالم، التي تهدف إلى تشجيع صناع المشروبات إلى إعادة تشكيل منتجاتهم، وقد نجحت التجربة بامتياز.

وقبل البدء بفرض  قانون الضريبة بعدة اشهر، لجأت العديد من الشركات إلى تقليل نسبة السكر في المشروبات التي تنتجها إلى النصف أو يزيد. فقد خفضّت شركة إيرن برو نسبة السكر في مشروبها من 10.3 إلى 4.7 جرام من السكر لكل 100 ملليلتر، و”رابينا” التي خفضّت النسبة من 10 إلى أقل من 4.5 جرامات، و”لوكوزيد” التي خفضّت النسبة من 13 إلى أقل من 4.5 جرامات.

وبعدها بعام أثبتت الدراسات أن الضريبة الجديدة أدت في المجمل إلى تقليل نسبة السكر بنسبة 11% لكل 100 ملليلتر، بالنسبة للمشروبات المستهلكة. حتى أن الناس بدأت في شراء المشروبات التي تبلُغ نسبة السكر فيها أقل من 5 جرامات لكل 100 ملليلتر، لكن هنا تكمن مشكلة أخرى لعشاق المشروبات الغازية.

أما الصناع الذين أعادوا تشكيل منتجاتهم، فإنهم لم يقوموا فقط بنزع السكر، وإنما أضافوا مواد صناعية تعطي مذاق الحلوى، مثل أسيسولفام «ك» وسكر الوسي (سكر الوز) وأسبرتام، وذلك من أجل الحفاظ على المذاق الحلو بتلك المنتجات. حتى شركة كوكا كولا، التي رفضت على مستوى المملكة المتحدة إعادة تشكيل مشروبها التقليدي الشهير، ولجأت بدلًا من ذلك إلى تحمُل الضريبة، الا انها بذلت مجهودات لتوجيه المستهلكين للمشروبات التي تنتجها الشركة والخالية من السكر، وشمل ذلك زيادة حجم زجاجتي كوكا كولا زيرو و”دايت كوك” من 1.75 لترًا إلى لترين اثنين.

كل ذلك يأتي وسط تزايد الأدلة حول خطورة استهلاك بدائل السكر الصناعية.

وخلال ورقة بحثية نشرتها مجلة ستروك في فبراير الماضي، ذكر باحثون بكلية طب ألبرت أينشتاين بنيويورك، أن المشروبات التي تحتوي على بدائل السكر الصناعية “تحتوي على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والشريان التاجي وجميع الأسباب التي تؤدي لارتفاع معدل الوفيات”، وقد توصّل الباحثون إلى تلك النتائج بعد دراسة شملت 80 ألف سيدة ممن انقطع لديهن الطمث، وقد جرت تلك الدراسة على مدار 10 سنوات.

والمرجح أن الرجال عُرضة لتلك العملية مثل النساء، فقد جرت دراسة على مستوى أصغر في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 2012، وشملت 2564 من الرجال والنساء ذوي البشرة البيضاء والسمراء والاصول الإسبانية، ومتوسط أعمار من شملتهم الدراسة 69 عامًا، وأظهرت الدراسة وجود علاقة محتملة بين استهلاك مشروبات الدايت الغازية يوميًا وبين الأمراض المرتبطة بالأوعية الدموية، بما فيها السكتة الدماغية والنوبات القلبية والوفاة.

وقد أجمل الباحثون تلك النتائج في ورقة بحثية نشرتها «مجلة الطب الباطني العام»، وأوصت بالحاجة إلى المزيد من الدراسات حول ما إذا كانت مشروبات الدايت الغازية تعُد بمثابة بديل صحي للمشروبات الغازية العادية.

والمثير للدهشة أن مشروبات الدايت من الممكن أن تسهم في تأجيج مشكلة البدانة بدلًا من مكافحتها، فقد أظهر بحث جرى بمعرفة مركز جامعة تكساس للعلوم الصحية في العام 2008، أن هناك علاقة لا شك فيها بين الجرعة ورد فعل الجسم، أي بين الاستهلاك المنتظم لمشروبات الدايت وبين زيادة الوزن على المدى الطويل، والواقع أن تناول 21 مشروبًا للدايت أسبوعيًا يضاعف مخاطر الإصابة بالبدانة.

وسبب ذلك لا يزال غير معروف، وعبر ورقة بحثية نشرتها مجلة Obesity في العام 2015، أكّد الباحثون على نظرية أنه بسبب أن بدائل السكر الصناعية تبلغ درجة حلاوتها 180 إلى 13 ألف مرة أكثر من السكر، فإن كثرة استخدام صناع الطعام والشراب لتلك المواد أدّى إلى تشويه عملية التذوق وزيادة شهية تناول السكريات، وزيادة السعرات الحرارية في الطعام بشكل عام.

لكن هناك أنباء جيدة، حيث أثبتت الغالبية العظمى من الأبحاث حول تأثير السكر وبدائله على صحتنا، وأكدت على ان هناك بديل رخيص الثمن ومتوفر على نطاق واسع، وهو جيد لصحتنا كما يستطيع تحلية المشروبات، ألا وهو الماء.

 

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.