lymphatic drainage massage

التصريف الليمفاوي: علاج جديد فعّال في دولة الإمارات العربية المتحدة

إذا كان هناك شخص واحد يعرف ما يحتاجه الإنسان ليشعر بصحة جيدة، فها هي إيل ماكفيرسون، التي حازت على لقب “The Body” أي “الجسم”. وبصرف النظر عن طولها وقدراتها الجسدية كعارضة الأزياء (وهي أم لطفلين وتبلغ من العمر 55 عامًا)، فهي رائدة أعمال ناجحة وتصدّرت الطليعة فيما يتعلق باتجاهات الصحة والعافية والجسم السليم. خلال الأشهر القليلة الماضية، حفلت صفحتها على انستجرام بدعاية ترويجية لطريقة علاجية جديدة يُطلق عليها “التصريف الليمفاوي اليدوي”.

لم تكن إيل وحدها ممن يستخدمون العلاج بالتصريف الليمفاوي في عالم المشاهير؛ بل انضمت إليها كيم كارداشيان، وسيلينا جوميز، وجيجي حديد، وكيندال جينر، وهايلي بيبر، اللائي يتصدرن قائمة المشاهير الذين يستخدمون طريقة العلاج بالتصريف الليمفاوي لتحسين أداء الجهاز الليمفاوي لديهن. هذه الطريقة العلاجية تسمح بعلاج مجموعة متنوعة من المشاكل المتعلقة بالسائل الليمفاوي وإعادة تهيئة نظام المناعة، والحصول على جسم أنحف، وعلاج مشاكل القناة الهضمية، وتحسين الحالة الصحية بوجه عام. هذه الحركة الصحية التي انطلقت من هوليوود انتقلت إلى أماكن أخرى في العالم، وتستمر بالتوسع يومًا بعد يوم في الإمارات العربية المتحدة.

تقول لويز جروسفينور، أخصائية التدليك في دبي، والتي تدرّبت وحازت على شهادة اعتماد تدريبية بطريقة التصريف الليمفاوي اليدوي، “يبدو جليًا أن الاهتمام بطريقة التصريف الليمفاوي اليدوي في الإمارات العربية المتحدة قد تزايد على مدار العام الماضي أو نحو ذلك”. “يوجد الكثير من النقاش حول الفوائد الجمّة للتصريف الليمفاوي، وأعتقد أن الناس أصبحوا أكثر وعياً بهذا النوع من التدليك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما مع تزايد أعداد المشاهير المواظبين على حضور جلسات التصريف الليمفاوي اليدوي واللذين يشيدوا بنتائجه”.

أهمية العلاج بطريقة “التصريف الليمفاوي”

تقول لويز جروسفينور “إن الجهاز الليمفاوي جزء من الجهاز المناعي”… “إنّه يطّهر الجسم من أمراض مثل الوذمات والأمراض المرتبطة بالالتهابات المختلفة والألم والتورم والأمراض الجلدية الأخرى، وهو عبارة عن نظام تصريف ثانوي يدعّم الجهاز الوريدي في إزالة السمومونقل المواد الغذائية من الدم الى الخلايا ونقل النفايات من الخلايا الى الدم، فضلًا عن الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم. تتمثل الوظيفة الأساسية للتصريف الليمفاوي في نقل السائل الليمفاوي من الفراغات الموجودة بين الخلايا في أنسجة الجسم المختلفة إلى الأوردة الموجودة في قاعدة الرقبة والدفاع عن الجسم ضد العدوى عن طريق إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تسمى “الخلايا الليمفاوية”.

وانطلاقًا من عمل لويز لدى أخصائي الطب الرياضي والعلاج الطبيعي في مركز “Up and Running” في جميرا، فقد أضافت “على عكس الجهاز الدوري، لا يُضخ السائل الليمفاوي حول الجسم، بل إنّه عبارة عن نظام تصريف أحادي الاتجاه يعتمد على حركة الجسم وتقلص العضلات لتحريك السائل الليمفاوي”.

وهنا يأتي دور التصريف الليمفاوي اليدوي، دون أن نتوقّع أيضًا أنّه سيحلّ جميع المشاكل الصحية. إنّه نوع لطيف من التدليك يزيد من حركة السائل الليمفاوي ويحفز تصريفه، حسبما قالت راكيل لوبيز ألفاريز، معالجة معتمدة لمرض الوذمة اللمفية في عيادة كور كير التخصصية  في دبي.

يوجد العديد من الأسباب التي تجعل الناس يرغبون في اتباع هذا العلاج، إلى جانب سعيهم نحو الصحة والعافية. يأتي إلى راكيل مرضى يستخدمون التصريف الليمفاوي اليدوي لتحسين نتائج الجراحة التجميلية، ولاسيما شفط الدهون، وكذلك تقصير فترة النقاهة ومنع الآثار الجانبية مثل التهاب النسيج الليفي أو النَسيجٌ النَدْبِيّ أو تراكم السوائل، والمعروف باسم التَوَرُّمٌ المَصْلِيّ. كما تقول “إن المرضى المصابين بالدوالي الوريدية أو القصور الوريدي الذي يتسبب في تجمّع الدم أو تجلط الأوردة العميقة يمكنهم الاستفادة من العلاج أيضًا”.

التدليك الليمفاوي بعد التعافي من السرطان

بالإضافة إلى ذلك، تساعد راكيل عددًا من المرضى المتعافين من مرض السرطان، وتقول “إنّ التصريف الليمفاوي خطوة ضرورية لمرضى السرطان، وخاصة أولئك الذين خضعوا لاستئصال العقدة الليمفاوية”… “يمكن أن تكون الوذمة اللمفية الثانوية أحد الآثار الجانبية لبعض أنواع السرطان، لذلك أقوم بإجراء علاج دوري للوقاية من الأمراض والعلاج بطريقة التصريف الليمفاوي اليدوي للمرضى اللذين يتفاقم لديهم مرض الوذمة اللمفية. ربما لا يزال المرضى الذين تعافوا من السرطان يتناولون عقاقير مثل “تاموكسيفين” لبضع سنوات، مما يتسبب في حجز كميات وافرة من الماء وزيادة الوزن. ولكن باتباع طريقة التصريف الليمفاوي اليدوي، يمكن أن تتضاءل هذه الآثار الجانبية بشكل ملحوظ”.

من بين أحد المرضى المنتظمين لدى راكيل، ستاسي هيندر شوت، وتبلغ من العمر 50 عامًا، التي بدأت بالتدليك الليمفاوي في عام 2017، بعد استئصال عقدة ليمفاوية متضخمة من داخل ساقها اليسرى. تقول ستاسي، مدرّسة التربية الرياضية المقيمة في أبوظبي، “يوجد خلل في الجهاز الليمفاوي لديّ ويتحرك السائل الليمفاوي نحو الجزء الأعلى من ساقي والذي تم استئصال العقدة منه، مما سبّب تورمًا كبيرًا في الساق”. ولهذا السبب أواظب على حضور جلسات تدليك كل بضعة أسابيع، وهذا بدوره يحفّز حركة السائل الليمفاوي داخل الجسم. يتضمن العلاج تدليكًا خفيفًا باستخدام حركات دائرية انضغاطية على الأطراف. أمّا الفارق الذي يحدثه هذا النوع من التدليك فهو فارق ملحوظ”.

تشير ستاسي أيضًا إلى شعورها بالحيوية، والتي ظهرت في تحسّن حالة البشرة وتحسّن في حالتها الصحية العامة بعد كل جلسة. وتتابع “يمكنني الآن إدراك سبب تحولّ الأشخاص من غير ذوي الاحتياجات الطبية إلى التصريف الليمفاوي اليدوي”… “لقد استعنت بأخصائية برازيلية متخصصة في التصريف الليمفاوي اليدوي، كانت في زيارة إلى أبو ظبي، وقد كان عملاؤها الآخرون في الغالب ممن يستخدمون العلاج كوسيلة مساعدة لتخفيف الوزن. أعتقد أنّ المشاهير والشخصيات المؤثرة المحلية يبدون لعنصر العلاج هذا اهتمامًا أكبر”. تؤيد الفاريز ذلك بقولها إنها لاحظت تزايد عدد العملاء الباحثين عن هذه الطريقة كعلاج وقائي وتجميلي في ذات الوقت. وأضافت “إنّ التصريف الليمفاوي اتجاه صحي يتزايد يومًا بعد يوم في الإمارات العربية المتحدة”… “حتى الأشخاص الأصحاء يواظبون على حضور الجلسات العلاجية للتخلص من السموم وتعزيز حالة الجهاز المناعي”.

يُعتبر فقدان الدهون، والتمثيل الغذائي المعزّز، والبشرة النقية، وتقليل انتفاخات الوجه، وتحسين لون البشرة، من بين فوائد التصريف الليمفاوي اليدوي (ولكنّ ذلك لم يثبت مختبريًا)، وهو ما يفسر توجّه الكثير من المشاهير نحو هذا النوع من العلاج بحماس شديد. أحد أبرز الخبراء في هذا المجال هي أخصائية العلاج بالتدليك للمشاهير  شيلا بيريز. بالإضافة إلى إيل، نجحت شيلا في إضافة مشاهير آخرين إلى قاعدة عملائها الدائمين، مثل جينيفر لوبيز وشارون ستون وساندرا بولوك وليني كرافيتز وناعومي كامبل.

تقول شيلا إنّ طريقتها العلاجية تعمل على تحسين التمثيل الغذائي ومكافحة السيلوليت والمساعدة في التخلص من الدهون الموضعية، بل إنّ صفحة انستجرام الخاصة بها زاخرة بصور لبطون المشاهير (قبل العلاج وبعده) لإثبات نجاح طريقتها العلاجية. ليست شيلا إلا أخصائية واحدة فقط في قائمة غامرة من الأخصائيين المشاهير الذين ثبتت طريقتهم العلاجية جدارتها باستخدام التصريف الليمفاوي اليدوي، إلى جانب معظم مدلّكي التصريف الليمفاوي اليدوي الأكثر شهرة من البرازيل.

على الرغم من أن التصريف الليمفاوي اليدوي كان أول استخدام له من خلال طبيبين في الدنمارك في ثلاثينيات القرن العشرين كوسيلة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن واضطرابات المناعة الأخرى، فقد ذاع صيته مؤخرًا بشكل ملحوظ عندما أعيدت تسميته في المنتجعات اليومية في البرازيل باسم “تدليك التخسيس البرازيلي”. ومن بين أوائل المشاهير الذين أيدوا هذه الطريقة “جيوينيث بالترو”، تليها عارضات فيكتوريا سيكريت.

إلا أن التدليك ليس هو الطريقة الوحيدة في التصريف الليمفاوي. إنّ ظهور الترامبولين أو الترامبولين المصغر استقطب أيضًا بعض المشجعين المتصدرين القائمة وخلق مشاهير من المدربين. فعلى سبيل المثال، تعتبر مؤسِسة ليكفيت ، لورين كليبان، الممثلة الأمريكية بوسي فيليبس أحد مؤيدي هذه الطريقة (لحضورها الحصص التدريبية يوميًا) وتزعم أنّ القفز على الترامبولين المصغر هو الطريقة المثالية ومحدودة الأثر ومنخفضة التكاليف لتحريك السائل الليمفاوي داخل الجسم.

في أبو ظبي، تقوم المدربة الشخصية ومدربة الترامبولين، أنيا تراسيوك ، بتدريس الحصص التدريبية على الترامبولين في مركز Bodytree Studio. تقول أنيا “إن حركة القفز لأعلى ولأسفل تؤدي إلى فتح صمامات السائل الليمفاوي وإغلاقها، ومن ثم تنشئ مضخة تعمل على تحريك السائل وتعيد تدويره بشكل فعال عبر الليمفاوية لخلق نظام فعّال يزيل أي سموم”. وتتابع “لقد شهدت تزايد في عدد العملاء الذين حضروا حصصي التدريبية على الترامبولين لغرض التصريف الليمفاوي، وقد شعروا بفوائده الجمّة”… “لا يحافظ الجهاز الليمفاوي على عمل الجهاز المناعي بأكمله بشكل جيد فحسب، بل إنّه يقلل من السيلوليت، ويساعد على القضاء على مشاكل الجلد، ويصلح مشاكل التمثيل الغذائي ويخفّف من مشاكل الجهاز الهضمي.”

تقول جنيفر شالوهي، مدربة الترامبولين في مركز Jump Fit دبي، يواظب المشاهير والشخصيات المؤثرة، بمن فيهم مادونا وتوني روبنز وجولدي هاون، على ممارسة الترامبولين منذ سنوات. وتضيف “إن الترامبولين يدعّم عضلات قاع الحوض ويقويها ويشدّها ويساعد في علاج سلس البول والوقاية منه”. “كما إنّه يساعد على تحقيق توازن مفاصل الورك، ويقلّل من نسبة الدهون في الجسم، ويقوّي الساقين والفخذين والبطن والذراعين والوركين، بالإضافة إلى زيادة خفة الحركة وتحسين التوازن”.

إذا لم يكن الترامبولين أو التدليك مناسب لكِ، فهناك أربع طرق أخرى يوصي بها الخبراء لتحسين وظيفة الجهاز الليمفاوي:

  • استخدمي فرشاة بشعيرات جافة في تدليك البشرة في اتجاه القلب، وهذا بدوره يحفّز حركة السائل الليمفاوي ويساعد على إزالة السموم المتراكمة.
  • جرّبي بعض الوضعيات المقلوبة في اليوجا، مثل الوقوف على الرأس أو الكتف، للسماح للجاذبية بالمساعدة في حركة السائل الليمفاوي.
  • أضيفي الخضار النيئ إلى نظامك الغذائي، لأنه ثري بالأنزيمات التي تحدث بشكل طبيعي والتي تفتت التراكمات السامة.
  • تناولي مكملًا غذائيًا: يُوصى باستخدام البرسيم الأحمر أو براعم الإكيناسيا للمساعدة في تدفق السائل الليمفاوي وتحفز حركَته.
Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.