Moza Al Hameli

البحث عن السلام الداخلي – و”اللايف كوتش” باللغة العربية

بعد انتشار شعبيته، وتمدده في دولة الإمارات العربية المتحدة، مازال مجال “لايف كوتش” بعيد المنال عن واحدة من أكبر المجموعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهم من يتحدثون اللغة العربية فقط.

وتسعى “موزة الهاملي”، مدربة “لايف كوتش” إماراتية، وتبلغ من العمر 43 عامًا، إلى تغيير كل ذلك.

وأطلقت “موزة” للتو أكاديميتها التدريبية، وتسمى “أزهِر”، ومقرها “أبوظبي”. وتقدم تلك الأكاديمية دورات وورش عمل لمن يرغب في حياةٍ مفيدة – مع تعديلات في أسلوب الحياة، ولغة الجسد، وقطعًا أسلوب الحديث.

وتقول “موزة”، “لم تكن دورات اليقظة الذهنية والتأمل متوفرة كثيرًا باللغة العربية”. “وفي كثير من الأحيان عندما تكون باللغة الإنجليزية، فتكون اللغة عالية المستوى، ولا تتوافق المعلومات مع مستوى الحاضرين”.

واستدمت “موزة” اسم الأكاديمية من الزهور الصحراوية والتي تنمو وتزدهر بأقل كمية من الماء.

وتقول “موزة”، “كنت أنظر إلى تلك الزهور وأفكر، وأقول لنفسي، ما أروع أن تزهر تلك الزهور الجميلة في مكانٍ كهذا، ثم تبادر إلى ذهني فكرة إنشاء المركز الخاص بي وهو “أزهِر”، ومعناه “أن تُزهر في أي وقت، وفي أي مكان، حتى في أقسى الظروف.”

وعدلت “موزة” نهجها من الأسلوب التقليدي الذي يشبه العلاقة بين المعلم والطالب، إلى إجراء الكثير من المحادثات مع الأصدقاء.

وتقول “موزة”، “إن هذا الأسلوب ناجح مع المجموعات العربية”. “وأنا على يقين بأن هذا الأسلوب سهل التطبيق، ولا يتطلب سوى بعض الوقت والتفاني”.

وعدلت “موزة” أيضًا عدد من المصطلحات الشائعة في معجم النمو الشخصي، بحيث تكون تلك المصطلحات أكثر ارتباطًا بالناطقين باللغة العربية، ومتاحة إليهم عبر الترجمة.

فعلى سبيل المثال، تحول مصطلح “Mindfulness” إلى “اليقظة الذهنية”، والذي يشير إلى إيقاظ الوعي.

وهذا الأمر منطقي أكثر بالنسبة للناطقين بالعربية.

وتقول “موزة”،: “مع تعرض الشخص إلى كثيرٍ من الضغوط والأفكار اليومية، فإنه يدرك أنه يوقظ جزءًا مختلفًا منه”.

وتحول مصطلح “Meditation” إلى “التأمل”، ويدور هذا المصطلح حول مفهوم الجلوس، والمراقبة، والتأمل والتفكير الذاتي.

وتقول “موزة”،: “لكل لغة وثقافة أدواتها الخاصة لتحقيق السلام الداخلي والتوازن”.

وترى “موزة” أن أكثر القضايا شيوعًا هي اعتقاد الإماراتيون بأن السبيل إلى الراحة هو السفر إلى الخارج.

وتقول “موزة” أيضًا: “تسبب وسائل التواصل الاجتماعي بعضًا من التعاسة”. “لأننا نجلس ونقارن بين بعضنا بعضًا، ونستكشف ما ليس في أيدينا، بدلاً من التركيز على جميع ما لدينا من أشياء ونِعَم”.

وأمضت “موزة”، الحاصلة على درجتي ماجستير، عشرين عامًا كموظفة حكومية متنقلة بين أقسام تكنولوجيا المعلومات، والأقسام الإستراتيجية والتنفيذية.

وفي عام 2016، وقع الاختيار على “موزة” للمشاركة في برنامج الرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية برعاية البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة – وهو التطور الذي غير كل شيء.

وتقول “موزة”: “على مدار حياتي، كنت أبحث عن المزيد والمزيد وأسعى إليه”. “وأخيرًا وجدت ضالتي في هذا المجال، وفي تنمية الذات، والسعادة والإيجابية”.

وبعد ذلك، أبحرت “موزة” بعمق في مجال تطوير الذات. ونالت دبلوم علم النفس الإيجابي وجودة الحياة، من معهد “لانجلي جروب” في أستراليا، وأصبحت مدربًا معتمدًا في مجال “لايف كوتش” من خلال مؤسسة “هوليستك لايف كوتش” في الولايات المتحدة الأمريكية.

وباكتمال العامين المقبلين، ستكون “موزة” قد قدمت أكثر من 30 ورشة ومحاضرة عن السعادة والإيجابية. وفي عام 2018، تركت “موزة” عملها في الحكومة للتركيز على تطوير أسلوبها الجديد في العمل بدوام كامل.

وتشير “موزة” إلى أنها لا تقدم المشورة لزبائنها، لكنها بدلاً من ذلك، تؤدي معظم عملها كمرشد موثوق به.

وتوضح “موزة” قائلة، “إنها تريد من زبائنها أن يقدموا أجوبتهم الخاصة، وأن يعبروا عن أنفسهم، لأنهم وحدهم من يمتلكون القدرة على تغيير أنفسهم. “إنني أطرح الأسئلة التي تساعدهم في العثور على الإجابات التي يبحثون عنها داخلهم.”

وتقول “موزة” موضحة بأنه، إذا كان الشخص غير راضٍ عن شخصٍ أو شيءٍ ما، فغالبًا ما يحتفظ بالأسباب لنفسه.

وتقول “موزة” أيضًا: “إذا لم يستشعر المرء حلاوة الأسئلة في داخله، فمن الصعب عليه أن يرى الجمال في باقي الأسئلة”. “لقد مررنا جميعًا بتلك المراحل، ونسعى كل يومٍ ونبذل الجهود للوصول إلى السعادة والتوازن المطلوب.”

وعندما تكون “موزة” منعزلة عن الآخرين ولا تجالسهم، فإنها تعمل على تحسين جودة حياتها – وهي وظيفة ممتدة ولا نهاية لها، ويجب على عملاء “موزة” معرفة ذلك.

وتقول “موزة”: “مررت بنفس المراحل التي مر بها معظم من قابلتهم”. “إنه الشعور بعدم الرضا، والبحث عن حياة قيمة أكبر للحياة. ولهذا، أعلم ما يريده عملائي، وأستطيع إرشادهم نحو الشعور بالسعادة والرضا الذي وجدته”.

ودائمًا ما يرتبط جزء كبير من عمل “موزة” الشخصي بالوقت الراهن: وتعتقد “موزة” أن هذا هو سر “الحياة الممتعة”.

وتقول “موزة”، مازال هناك الكثير”. “لا يوجد في الواقع ما يدعو للملل عندما تكون حاضرًا ويقظًا”.

والشاطئ هو واحدٌ من أفضل المواقع لدى “موزة”، وهناك تحب ممارسة “التأمل”.

وتقول “موزة”، “لا أفعل سوى الجلوس والتنفس”. “وأراقب أفكاري، وأمارس صلواتي. فمازلت في طور التعلم. “وفي كل يومٍ أتعلم المزيد عن نفسي، وأكثر عن المعنى الحقيقي للحياة.”

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.