special olympics (2)

الأولمبياد الخاصة تعمل على تغيير الوعي العام، لكن ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون للتعليم والوظائف أيضًا

القصة: على مدار 8 أيام خلال شهر مارس؛ اشعلت”الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية” العاصمة أبو ظبي تألقاً وحماساً.

فقد عززت تلك المناسبة اعتماد العاصمة كمدينة مؤهلة لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية الشهيرة، ووضع ذوي الاحتياجات الخاصة تحت دائرة الضوء وإخراجهم من المنطقة المظلمة.

وفي ختام تلك الفعالية الرياضية كانت هناك وعودًا لتقديم المزيد، مع انطلاق البرنامج القومي للجمع بين الطلاب سواء كانوا من الأصحاء أو من ذوي الإعاقة، فيما يتعلق بالرياضة والأنشطة الأخرى، وتأسيس جمعية “أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة” لدعم العائلات التي لديها أطفال يعانون من الإعاقة الذهنية، وفيما يخص جانب المسئولية الاجتماعية فقد زادت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) من نشاطها، وتعهدت بتقديم مجموعة من خدمات الدعم التعليمي المتخصصة في مدارس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

لكن بالنسبة لعائلات ذوي الاحتياجات الخاصة فإن العمل لن ينتهي بانتهاء “الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية”، والتحدي الحقيقي يكمن في الاحتفاظ بقوة الدفع وترجمة الوعي المتزايد إلى تغييرات إيجابية وعملية.

وقالت “أميرة القباطي” التي عملت لفترة طويلة مستشارًا لجمعية الإمارات لمتلازمة داون – فرع أبوظبي، وهي الآن عضو في جمعية “أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة”، وهي أم لأربعة أطفال منهم طفل يعاني من متلازمة داون، قالت إن الأولمبياد الخاص نجح خلال 8 أيام بتحقيق ما فشلت هي ورفقائها من أولياء الأمور في تحقيقه على مدار 10 سنوات فيما يخص الوعي العام.

وأضافت أميرة القباطي إن” الأولمبياد الخاص بمثابة رسالة إيجابية للأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الذهنية وذوي الاحتياجات الخاصة”، “وكأم لطفل يعاني من متلازمة داون فقد كانت تجربة إيجابية للغاية، ونحن نرى هؤلاء الأشخاص وهم يحاولون تقديم الدعم لنا، قبل ذلك، وحين كنا معتادين على الذهاب إلى أماكن مثل الأندية والمدارس والمراكز التجارية فإن معظم الأشخاص لم يكونوا ينظرون إلى الطفل نظرة إيجابية، لكن هؤلاء الأشخاص الآن على استعداد لتقديم الدعم، وقد باتوا يبتسمون للأطفال، وقد كان هذا بمثابة تغيير بدرجة 180، ويمكن لنا الآن إدراك الاختلاف، منذ الأيام الأولى التي أعقبت الافتتاح”.

والعقبة الأبرز التي تواجه الأباء وأطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الإمارات العربية المتحدة الآن هي الحصول على التعليم.

وقد حاولت أميرة القباطي سابقًا تقديم أوراق نجلها سيف الذي يبلغ من العمر 10 أعوام في 11 مدرسة، وهي الآن تقع في ذات المشكلة فيما يتعلّق بالعام الدراسي القادم، حتى الجمعيات الخاصة بتوفير الأنشطة الطلابية خارج المناهج ترفض قبول الطفل أيضًا.

وأضافت القباطي: “أولًا أعلنت المدارس إنها لن تستطيع قبول طفلي لأنها لا تملك الموارد التي تعينها على مساعدته، وثانيًا فقد أعلنت تلك المدارس أن قسم ذوي الاحتياجات الخاصة مكتظ للغاية ولا يمكنه استيعاب المزيد من الأطفال”، وهذين العذرين يعدان من الأعذار الشائعة للغاية.

وبينما توجد أماكن في المدارس للأطفال من ذوي الحاجات الإضافية (الذين يواجهون صعوبات بدنية أو عاطفية أو سلوكية)، فإن أميرة تعتقد أن الأولوية تكون للأطفال الذين يعانون من إعاقة في التعلُم على حساب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كان لديها الدافع لتقديم المزيد من الدعم، وأخيرًا فقد تم تسجيلها للحصول على الدكتوراة في التربية الخاصة، وهي تحلم بتأسيس مدرسة شاملة تكون أبوابها مفتوحة للأشخاص بغضّ النظر عن قدرات كل منهم، وأضافت: “طالما حلمت بتأسيس مدرسة ابتدائية وثانوية على غرار مدرسة مونتيسوري (نسبة إلى ماريا مونتيسوري المربية والطبيبة الإيطالية التي أسست مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة)، وذلك لأنني شعرت أنها ستكون أمرًا جيدًا يساعد أطفالنا، خاصة هؤلاء الذين يعانون من متلازمة داون، وأشارت أميرة إلى أن التعلُم في تلك المدارس يتم عبر المحاكاة واستكشاف الحواس.

وقد كان التعليم بمثابة مصدر قلق أيضًا ل”أندريا جاي”، ولديه طفل يُدعى أوسكار ويبلغ من العمر 12 عامًا، والمصاب بالتوحد بدرجة عالية (متلازمة اسبرجر)، كما أنه مصاب أيضًا بالوسواس القهري.

وقالت أميرة إن أكبر التحديات التي تواجهنا تتمثل في مسألة إلحاق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بقطار التعليم، ومثل الكثير من الأشخاص في نفس موقفنا؛ فإن تلك المسألة لا تُعالج بالعبارات البراقة، فالمدارس تتحدث عن تلك القضية، وكذلك فإن “هيئة المعرفة والتنمية البشرية” تتحدث عنها، لكن لا يحدث أي تقدم، والأطفال يتم منعهم من الالتحاق بالمدارس كل يوم، أو أن المدارس ترفض توفير أماكن لهم على الرغم من سياسة “هيئة المعرفة والتنمية البشرية” التي تقر بعدم رفض قبول الأطفال بالمدارس.

وبينما ساهمت الأولمبياد الخاصة في رفع مستوى وعي الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن المدارس أمامها طريق طويل من أجل أخذ زمام المبادرة وقبول هؤلاء الأطفال.

وقالت “أندريا جاي”: إننا أيضًا نريد لعائلات الأطفال الذين يعانون من التوحد أن يتم تقبُل أطفالهم، ونحن نُقدّر الواقع الخاص بكون أطفالنا الرائعين بمقدورهم إضافة قيمة كبيرة لعملية تعليم الأطفال الذين يعانون من التوحد، وتضيف: “على سبيل المثال فإن إبني أوسكار يتمتع بمهارة فائقة، وهو فقط ينظر للعالم بأسلوب مختلف، وهذا ليس بالأمر السيء، وأحيانًا ما أطلب منه أن يشرح لي كيف أن نظرته إلى العالم تعد شيئًا رائعًا”.

وكما هو الأمر بالنسبة لأباء الأشخاص البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فإن التحديات مستمرة، وتعد ابنة السيدة ليزيت ليمكوهيل، والتي تُدعى كلاري وتبلُغ من العمر 28 عامًا؛ أول مدربة للياقة البدنية مصابة بمتلازمة داون على مستوى الإمارات العربية المتحدة، وقد قامت “كلاري” أيضًا بتمثيل دولة الإمارات في لعبة التنس خلال فعاليات الأولمبياد الخاص، والآن، وعلى الرغم من الإنجازات التي حققتها كلاري، فإن والدتها ليزيت تقول أنه لا تزال هناك مشكلة تخص قلة الفرص المتاحة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضافت ليزيت والدة كلاري: “من المهم استغلال تلك الأولمبياد من أجل تسريع وتيرة قبول واستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيجاد فرص مستمرة لهم، ومن العار ألا يحصل على الدعم من هم مستحقين له”.

وأضافت ليزيت أن الوضع لم يتغير كثيرًا بشكل عملي بعد مرور أشهر على تنظيم الأولمبياد الخاص.

وأشارت ليزيت إلى أنه “تم إجراء مقابلات مع الرياضيين، وتم استغلالهم في الحملات التسويقية من أجل ترويج الأفكار والعلامات التجارية، لكننا لم نر أو نسمع عن أي شركة أخذت زمام المبادرة وأعلنت أنها ستقوم بتعيين عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة كجزء من البرنامج الخاص بتلك الشركات والمتعلق بالمسئولية الاجتماعية، تلك هي القضية الخاصة باستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما نأمل من الألعاب الرياضية أن تقوم بتحقيقه”.

وأضافت ليزيت:” تظل هناك صعوبة شديدة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة حتى في الحصول على البطاقة الخاصة بالعجز في أبو ظبي، وتلك العملية لم تحظى حتى بوضع الخطوط العريضة لها، ويحتاج الأمر لأسابيع من أجل الحصول على تلك البطاقة، حيث يتم إرسالك من قسم حكومي إلى قسم آخر كأحد أشكال الروتين، ومن الصعب للغاية أن تحصل على إجابات لأسئلة مثل: إلى أين أذهب؟، أو كيف أحصل على تلك البطاقة لشخص يعاني من إعاقة ذهنية، في حين ان الحصول على تلك البطاقة يعد امرا أكثر سهولة لهؤلاء الذين يعانون من أعاقة بدنية “.

وكل ما حصلت عليه ليزيت من الأولمبياد الخاص هو العمل على توفير المزيد من الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة من البالغين.

وأشارت ليزيت إلى أن: “حلمي يتمثل في تشجيع الشركات على تعيين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر وضع خطط لتحفيز تلك الشركات، وهناك الكثير من الأشخاص مثل كلاري يمكن لهم إحداث تغيير داخل المجتمع”.

أما بالنسبة لأندريا جاي فإن حلمها يتمثل في قبول ابنها في المدرسة بشكل فعلي حتى يشعر بالانتماء.

وأضافت: “إن النظام المدرسي يتسم بصعوبة بالغة ويتسبب في تحديات تواجه إبني، مما جعله يتساءل أي الأماكن في العالم التي تعد مناسبة له، ولماذا لا يتقبله باقي الأشخاص”.

وقد كانت الأولمبياد الخاص ذو فائدة عظيمة فيما يخص رفع مستوى الوعي لدى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أظهرت أيضًا المواهب الرائعة التي يتمتعون بها، وأثبتت حقيقة مؤداها إن التحديات التي تواجههم لا تمنعهم من أن يفعلوا ما يريدون، أو انهم يمكنهم القيام بالأفعال التي يمكن لغيرهم الإقدام عليها، الا انهم يقومون بها بطريقة أكثر إبداعًا.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.