nutrition

أقوم بعمل مقاطع الفيديو المرحة من أجل تدريس التغذية لطلابي

على الرغم من أن التغذية السليمة والنشاط البدني يعتبران الأساس للحصول على جسم يتمتع بالصحة، فإن تلك الحقيقة من الصعب تدريسها لطلابك الصغار. والوجبات السريعة باتت منتشرة في كل مكان ومن الصعب مقاومة الإغراءات خاصة بالنسبة للأطفال، وسواء تعلّق الأمر باحتفال أو بقضاء ليلة في المنزل؛ فإن الكعك والكب كيك والبيتزا والمشروبات الغازية تُعد بمثابة أحد أركان حالة المرح التي تصاحب تلك المناسبات.

 

وكمُعلِمة للتربية البدنية ومشجعة علي المبادرات  الصحية، أرى طلابي يأتون إلى الفصل كل يوم صباحًا وهُم يعانون من ألم في المعدة، وحينها أعلم أن كل منهم إما تناول الشوكولاتة كوجبة إفطار أو لم يتناول طعامًا مطلقًا، أما اللانش بوكس الخاص بهؤلاء الطلاب فهو ملئ بالأطعمة المعلبة والسكرية. وأنا أسمع من أطفال يبلغ بعضهم السابعة من العمر تعليقات حول مشروبات الكافيين ونوع القهوة التي يحبها كل منهم، وقد رأيت بعيني طلابًا يتعرضون للإغماء داخل الفصل بسبب سوء التغذية، وهذا الأمر يدق ناقوس الخطر، كما أن مشاهدة ذلك هو أمر مرعب للغاية.

 

وقلت لنفسي عدة مرات: ما هو خطأ الآباء والأمهات فيما يخص تلك الأزمة، أيفتقدون المعلومات الكافية التي تتعلّق بالتغذية، التي تعينهم على إطعام أطفالهم طعامًا صحيًا مُناسِبًا؟

ولا يهم هنا التساؤل حول من تقع على عاتقه المسؤولية، ووظيفتي هي تدريس الصحة والعادات الصحية، لكنني أدركت أن فصلًا دراسيًا واحدًا لتدريس التربية البدنية ليس بكافِ

 

وبما أنني أدركت أن أفضل طريق لعقل وقلب الطفل يأتي عبر الخيال ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد قمت بتخيُل شخصية دكتور يُم، وكانت تلك هي أولى الشخصيات التي قدمتها لطلابي من خلال مقطع فيديو يتسم بالمرح. وحينما قمت للمرة الأولى بارتداء ملابس شخصية دكتور يُم، كان من السهل عليّ شرح الفرق بين السكر المفيد (تفاحة) والسكر الضار (حلوى)، وذلك من خلال مقطع فيديو قصير قمت بنشره على موقع يوتيوب. وكان رد فعل الطلاب على هذا الفيديو بعد ذلك مدهشًا، وقد استوعب الطلاب مُعظم المعلومات التي شملها الفيديو، وبدأ كل منهم يعير اهتمامه للطعام الذي يتناوله، وبات كل منهم يستطيع أن يشير إلى السكر المفيد والسكر الضار، وأيضًا صاروا في استطاعتهم أن ينظروا لتصرفات أقرانهم ويخبروهم إذا ما كانت تلك التصرفات جيدة أم سيئة. ويمكن لطلابي الإشارة إلى الأشياء المرحة والضحك في مقطع الفيديو، لكنهم سيشاهدون الفيديو عدة مرات ولابد أن يتعلمون

 

والجزء الأهم في تلك التجربة بالنسبة لي كمُعلِمة، هو أنني وجدت أسلوبًا أقوم من خلاله بتعليم طلابي دون إجبارهم على التركيز أو القيام بالمزيد من العمل. وكان لهذا مفعول السحر، واستمتع طلابي بمقاطع الفيديو وكانوا يتعلمون ويضحكون، كما شارك الآباء والأمهات في هذا النشاط. وأعتقد أنني حصلت على الرمز السري لتدريس العادات الصحية الجيدة للأطفال.

 

وبعد أول مقطع فيديو خاص بالدكتور يُم والسكر المفيد والسكر الضار، قمت بعمل مقطع فيديو آخر حول الفيتامينات التي من الممكن أن تجدها في مطبخ دكتور يُم، والواقع أن تدريس مسألة الفيتامينات في الفصل يعُد مسألة مرهقة للغاية، وعبارة عن حشو لعقل الطالب بالمعلومات التي يصعب عليه استيعابها، ولكن خمِّن ماذا: لقد كنت مخطئة، والواقع أن الأطفال لديهم استعداد دائم لإدراك أصعب المعلومات، لكن الأمر في النهاية يتعلّق بالأسلوب الذي نتبعه في التدريس لهم

 

وبينما يٌعد الطعام وسوء التغذية من المشكلات الكبرى التي وجدتها لدى طلابي، إلا أن الكسل وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات (الهاتف وخلافه) كان بمثابة معضلة أخرى، وهذا ما دفعني لابتكار شخصية الأنسة روزي، وقد كانت مجنونة لكنها لم تكن كسولة، وهي شخصية لاتينية تحب اللون الزهري، وهي تمارس تمرينات الراحة بينما هي في مقعدها

 

وهناك شخصية أخرى هي شخصية المهرج، وهو يشعر بالحزن لأن الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام أجهزة التابلت، ويقضون القليل من الوقت في الملعب، أما شخصية الجنيّة فتحب أن تنطلق وتستمتع بالطبيعة

 

ومنذ أن بدأت في صناعة مقاطع الفيديو تلك بشخصياتها المتنوعة، بدأ طلابي في توجيه المزيد من الأسئلة أكثر من أي وقت مضى، وأيضًا فقد قاموا بإعادة التفكير في الطعام الذي يأكلوه ومحتوى اللانش بوكس الخاص بهم. ومن ضمن التعليقات التي سمعتها :”لقد ألهمتِني أن أبدأ حياة صحية جديدة”، “لقد أصبحت أتناول الفاكهة عوضًا عن الشوكولاتة خلال الجلسات التي تجمعني بأهلي”، “أقوم  بالتحقُق من أنني وضعت المزيد من الفاكهة في اللانش بوكس اليوم.”

 

وبالنظر بعين الاعتبار لكون أعمار طلابي تتراوح بين 6 و10 عامًا، وبغضّ النظر عن الحقيقة التي تقول بأن صناعة مقاطع الفيديو من الممكن أن تستهلك الوقت وتتطلّب الإبداع والاستعداد، فإن سماعي لتلك التعليقات منهم كان بمثابة   التكريم ،  الذي ألهمني الدافع لفعل المزيد

وما خرجت به من تلك التجربة، هو أننا جميعًا نتحمّل مسؤولية هؤلاء الأطفال، ويجب أن نفعل ما بوسعنا للتحقُق من أن هؤلاء الأطفال تنمو أجسامهم بقوة وصحة، وأنهم يحصلون على التعليم الذي يحتاجونه لغرس العادات الصحية فيهم، وبينما هناك الكثير من الأساليب التي يمكن أن نتبعها لمساعدتهم على بلوغ هذا الهدف، فإن أفضل تلك الطرق التي تتسم بالبساطة والمرح

 

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.