المناخ

صرح الخبراء الإماراتيين أن الشرق الأوسط على استعداد للتعامل مع تغير المناخ

قال الخبراء الإقليميون في رد فعلهم على التقرير الأخير المثير للفزع والصادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC)، إن الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد للتعامل مع تلك التهديدات التي تواجه البشرية.

 

وأكد التقرير بما لا يدع مجال للشك إن الأنشطة البشرية أدت إلى تدفئة النظام المناخي، ورفعت درجة حرارة سطح الأرض.

 

كما أكد التقرير إنه لا تراجع عن بعض تلك التغييرات التي تؤثر بالفعل على النظام المناخي، ومع مساهمات من 750 مؤلفًا، مستشهدين بأكثر من 14000 دراسة، وأكثر من 78000 تعليق من الحكومات وخبراء التغير المناخي، يشير التقرير إن مستوى الانبعاثات المستقبلية سيحدد مستوى ارتفاع درجة الحرارة في المستقبل، كما سيحدد شدة تغير المناخ في المستقبل والآثار والمخاطر المرتبطة به.

 

وقالت الدكتورة نوال الحوسني مندوبة الإمارات الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا): “نحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على صور حرائق الغابات المشتعلة في غرب أمريكا وسيبيريا واليونان وتركيا، بينما تغمر الفيضانات الصين وأوروبا الغربية في الأشهر الأخيرة، لندرك خطورة اللحظة الحاسمة التي وصلنا إليها” وأضافت “هذا هو عالمنا كما صممناه، وحان الوقت الآن لإعادة تصميمها وفق منهجية أنظف وأكثر اخضرارًا “.

 

ويشير التقرير إلى تركيزات ثاني أكسيد الكربون التي زادت بسرعة في الغلاف الجوي للأرض، كما إن النسبة الناتجة عن الأنشطة البشرية مسؤولة عما يقرب من 1.1 درجة مئوية من ارتفاع الحرارة منذ عام 1900، وعلى مدار العشرين عامًا القادمة، من المتوقع أن تصل درجة الحرارة العالمية أو تتجاوز 1.5 درجة مئوية.

 

“وما لم تكن هناك تخفيضات سريعة ومستمرة وواسعة النطاق لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لتغيرات المناخية، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان والغازات الأخرى، فإن الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة والمنصوص عليه في اتفاق باريس يعد هدفاَ بعيد المنال ” كما جاء في التقرير.  “هذا التقييم وفقد أحدث العلوم هو تحذير شديد فيما يتعلق بصحة المجتمع البشري وجميع أشكال الحياة على الأرض، ويُعد شهادة على حقيقة أن الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مدى العقود الماضية كانت جهود غير كافية على الإطلاق “.

 

وكرر الدكتور توفيق كسيكسي، الأستاذ في قسم الأحياء بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الحكومات والشركات.

 

وقال “نحن الآن بحاجة إلى العمل، وقد يكون الأوان قد فات بالنسبة لبعض المناطق” وأضاف “في الشرق الأوسط، يمكننا العمل الآن لسببين: لتوفر الموارد ولوجود الإيمان القوي بالتهديد المباشر لتغير المناخ على حياتنا اليومية.”

 

وقد خطت منطقة الشرق الأوسط خطوات هائلة في السنوات الأخيرة لخلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة لديها من خلال زيادة الاستثمارات في حلول الطاقة المتجددة، وقالت الدكتورة نوال الحوسني:  من الأهمية بمكان أن تصبح المنطقة مناصر عالمي ورائدًا للحلول النظيفة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، كمثالين على صياغة مستقبل يعمل على الطاقة النظيفة.

 

وتحقيقا لتلك الغاية، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا في دبي أول مصنع هيدروجين أخضر على مستوى صناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأوضحت الدكتورة نوال قائلة: “الأهم من ذلك هو أن هذا التعاون بين هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة سيمنز يوضح كيف تعمل الإمارات مع المجتمع الدولي واللاعبين العالميين لتطوير حلول متطورة لاحتياجاتنا المستقبلية من الطاقة”.

 

ويعتبر مصنع الهيدروجين الأخضر هو الأحدث في سلسلة طويلة من ضمن المراكز الأولى في مجال الطاقة المتجددة والأرقام القياسية العالمية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا، كما إن الإمارات هي أيضًا موطنًا لأكبر حديقة شمسية في العالم في منطقة نور في أبو ظبي. كما حصلت مؤسسة أبو ظبي للطاقة (ADPower) على أقل تعرفة لمحطة الطاقة الشمسية في العالم، حيث تلقى مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 2 جيجاوات في منطقة الظفرة عرضًا بقيمة 1.35 سنتًا أمريكيًا لكل كيلوواط بالساعة.

 

وأضافت الدكتورة نوال الحوسني: ” تدعو استراتيجية الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2050 إلى توفير طاقة نظيفة بنسبة 50 في المائة من إجمالي الطاقة بحلول عام 2050، قد وضعنا خارطة طريق حول كيفية تحقيق أهدافنا في ذلك المجال” وأضافت: إن التحدي الأكبر الذي تواجهه المنطقة؟ هو نفس التحدي الذي يواجه بقية العالم، وهو الوقت.

 

وقالت “هذا هو السؤال الذي يحرك كل من يشارك في قطاع الطاقة في الإمارات العربية المتحدة كل يوم، كل هذا يجري في دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي، ونحن نبحث باستمرار عن طرق لتسريع جهودنا لنصبح روادًا عالميًا في حلول الطاقة المتجددة.”

ووافق الدكتور توفيق كسيكسي على ما قالته، موضحاً أن المزيد من الأبحاث والموارد وخطط العمل الفورية للتخفيف من تغير المناخ والسيطرة عليه أمر بالغ الأهمية.

 

وقال: ” علينا التحرك الآن وعلى المستويات الثلاثة، تحليل المناخ هو نقطة انطلاق، وخاصة تقييمات المناخ المحلية، لكن ستكون الجهود الإقليمية والعالمية هي سبب النجاح والانتصار “.

 

ويعتقد أنه يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تأخذ بزمام المبادرة في هذا الموضوع الحيوي للتخفيف والسيطرة من آثار تغير المناخ.

 

وأضاف: “هناك حاجة ماسة إلى جهود متضافرة والميزة التي تميز دولة الإمارات هي علاقاتها الجيدة مع الدول الأخرى على المسرح العالمي.”

وقالت الدكتورة نوال الحوسني: ‘إن أهم ما جاء في التقرير هو إن العمل الفوري يمكن أن يخفف من آثار التغير المناخي، وهذا يعني خفضًا جذريًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية العالمية بحلول عام 2050، والاستثمار في تطوير المزيد من حلول الطاقة المتجددة.

 

وقالت “علاوة على ذلك، نحن نعرف ما يتعين علينا القيام به للوصول إلى ذلك الهدف، إن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يعزز قناعاتي بأنه يجب علينا على وجه السرعة تنويع مزيج الطاقة العالمي والاستثمار في حلول الطاقة المتجددة.”

 

يجب على العالم أن يرى ما أنجزته الإمارات حتى الآن فيما يخص الالتزام بمستقبل قائم على الطاقة النظيفة تحت شعار “لا وجود للمستحيل”.

 

وقالت: “إذا كان بإمكان اقتصاد ناشئ متجذر في أعماق الصحراء الاستفادة من الشمس والماء والرياح لإنتاج كل الطاقة التي يحتاجها، فيمكن للجميع فعل ذلك”.

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.